هل يتراجع نتنياهو عن احتلال غزة بسبب الضغوط الداخلية والدولية؟.. خبير يجيب

أوضح الدكتور أسامة أرميلات، الخبير في قضايا الأمن القومي الإقليمي، أن احتمال تراجع الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو عن قرار احتلال قطاع غزة أو ما يُسمى "تطويق غزة" وشن عملية عسكرية واسعة لا يزال قائماً، لكنه غير محسوب أو مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي.
السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة
وأشار أرميلات خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن نيتها السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، والموافقة الجزئية للمجلس الأمني السياسي على احتلال مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون نسمة، يمثل نقطة تحول خطيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، مع تبعات إنسانية وقانونية ودبلوماسية قد تمتد لسنوات.
ونوه الخبير الأمني بأن هناك حسابات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعارض هذه الخطوة، واصفاً إياها بـ«الفخ» الذي قد يُوقع الجيش الإسرائيلي في مأزق معقد، خاصة في ظل استنزاف قواته في الحرب المتواصلة على القطاع.
الاحتلال العسكري لقطاع غزة
وحول دوافع نتنياهو، أكد أرميلات أن التراجع عن هذه الخطوة لن يكون من تلقاء نفسه، وإنما مرهون بالضغوط التي تمارسها مؤسسات داخل إسرائيل، خصوصاً الجيش، بالإضافة إلى الضغوط العربية والدولية، حيث ترفض مصر ودول عربية أخرى، بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، بشدة أي محاولة لإعادة الاحتلال العسكري لقطاع غزة.
وأشاد أرميلات بالدور المصري المحوري في قيادة الضغوط العربية والدبلوماسية الرامية لوقف أي توسع عسكري إسرائيلي في غزة، مؤكداً أن هذه الجهود قد تؤثر في القرار الإسرائيلي إذا ترافقت مع مكاسب أو تنازلات تحققها تل أبيب.
مجلس الأمن واحتلال غزة
في سياق متصل، لفت إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً يوم الأحد لبحث التطورات، متوقعاً أن يصدر قراراً مهماً يرفض احتلال غزة، إلا أن صدوره مرتبط بالموقف الأمريكي الذي لطالما عطّل قرارات مماثلة بسبب الفيتو الأمريكي.
ونوه أرميلات إلى ازدواجية الخطاب الأمريكي، الذي يظهر دعمًا لإيقاف التصعيد الإسرائيلي من جهة، وفي الوقت ذاته يترك المجال مفتوحاً أمام تل أبيب للمضي في عملياتها من جهة أخرى، ما يعقد من إمكانية التوصل لوقف فوري للنار.
وختم بالقول إن الجهود العربية والدولية، وعلى رأسها الدور المصري، لا تزال قائمة لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت يخفف معاناة المدنيين في غزة، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه التحركات في تحقيق تقدم على الأرض.