عاجل

يسري جبر: الصبر الجميل رضا كامل وتسليم لأمر الله|فيديو

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الصبر الجميل الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ليس مجرد تحمّل للابتلاءات، بل هو مرتبة إيمانية رفيعة لا يصاحبها تذمر ولا شكوى للناس، بل رضا وتسليم تام لله.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة "الناس"، حيث تحدث عن المعنى العميق للصبر الجميل، مستشهدًا بعدد من المواقف القرآنية التي تُظهر هذا النوع من الصبر في أبهى صوره.

 

لا شكوى.. لا تذمر.. فقط بثٌّ لله

أوضح الدكتور جبر أن الصبر الجميل كما وصفه العلماء، هو الصبر الذي يخلو من الشكوى إلى البشر، فلا يذهب الإنسان إلى الناس باكيًا متذمرًا، بل يتوجه بقلبه المثقل بالحزن إلى الله فقط، كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام، حين قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الصبر لا يُضعف الإنسان، بل يُعلي من شأنه ويقوّي صلته بالخالق.

وأضاف: "الشكوى إلى الله عبادة، أما الشكوى للخلق فدليل ضعف، وهم لا يملكون لك ضرًا ولا نفعًا".


الثبات في كل حال.. علامة الصابرين

وتحدث جبر عن أن من أهم علامات الصبر الجميل هو الثبات على العبادة والطاعة في مختلف الأحوال، سواء في الرخاء أو الشدة، الغنى أو الفقر، واستدل بقوله تعالى: "انفروا خفافًا وثقالًا". موضحًا أن المؤمن لا تؤثر فيه تقلبات الحياة ولا تغيّره الظروف، فهو دومًا مقبل على ربه بنفس العزم.

 

لا تتهم الناس.. وكن على يقين بنصر الله

كما حذّر من الوقوع في عادة البعض حين يُكثرون من الشكوى للناس أو يتهمونهم بالحسد والسحر والظلم كلما أصابتهم مصيبة، مؤكدًا أن من يتحلّى بالصبر الجميل لا يفتش في نوايا الناس، بل يفوض أمره كله إلى الله، قائلًا: "إذا تقبّلت قضاء الله برضا وصبر دون أن تُظهر شكواك للناس، فأنت على طريق الصابرين حقًا".


رسالة أمل: الظلام يسبق الفجر

وختم الدكتور يسري جبر كلمته برسالة أمل وتفاؤل، قائلًا: "اعلم أن كل ضيق هو بداية لانفراج، وأن آخر الصبر نصر، ومع كل عسر يُوجد يسر، فلا تيأس إذا طال البلاء، فالفجر لا يسبق الظلام إلا بلحظات".

ودعا في ختام حديثه أن يرزق الله المسلمين الصبر الجميل، والعلم النافع، والعمل الصالح، مؤكدًا أن في الصبر جمالًا لا يراه إلا من سلّم قلبه لله.

تم نسخ الرابط