من "الوظيفة المرموقة" للسينما.. ناهد نصر الله تروي لحظة قلبت حياتها

لم تكن  ناهد نصر الله تخطط يومًا لأن تكون جزءًا من عالم الفن، فقد وُلدت ونشأت وسط عائلة أرستقراطية تحلم لها بمستقبل دبلوماسي مشرق  درست الاقتصاد والعلوم السياسية، وسارت بخطى واثقة نحو مسار وظيفي مستقر، تمامًا كما أراد أهلها  لكن القدر، كعادته، كان يخبئ لها مسارًا آخر، لا يشبه خطط العائلة ولا حتى توقعاتها الشخصية.

التحول بدأ بكلمة واحدة

في لقاء عبر برنامج "ست ستات" على قناة DMC، كشفت ناهد نصر الله عن اللحظة الحاسمة التي غيّرت كل شيء. كانت تجلس ضمن دائرة فنية تضم نخبة من السينمائيين، بحكم علاقتها بأخيها المخرج يسري نصر الله، حين عبّر المخرج السوري الراحل عمر أميرالاي عن استيائه من مساعده في مشروع وثائقي جديد. وسط التذمر واليأس، خرجت من ناهد كلمة واحدة فقط: "أنا".

رد الفعل كان صادمًا  أميرالاي لم يصدق جرأتها، وسأل بدهشة: "أنتِ؟ عندك وظيفة ممتازة ومنصب محترم!"، لكنها أجابته بإصرار: "لو عايزني، هستقيل بكرة".

استقالة مدفوعة بالشغف

وما كان تهورًا في نظر البعض، كان شغفًا حقيقيًا في قلب ناهد ، بالفعل، ذهبت في صباح اليوم التالي إلى مديرها، وقدّمت استقالتها. المفاجأة؟ لم يغضب، بل قال لها بصدق: "أنا معجب جدًا بقرارك وبشجاعتك".

بوابة الفن تنفتح على مصراعيها

هكذا دخلت ناهد نصر الله عالم السينما من أوسع أبوابه، ليس كمجرد هاوية، بل كمساعدة مخرج في فيلم وثائقي جريء يتناول قضايا المرأة. التجربة الأولى لم تكن النهاية، بل البداية لسلسلة من الأعمال التي صنعت لها مكانة مرموقة في عالم الإنتاج والكتابة.

وفي وقت سابق ،قالت ناهد إن نشأتها كانت داخل أسرة أرستقراطية ذات خلفية ثقافية فرنسية من ناحية الأب والأم، لكن هذه النشأة لم تكن بالسهولة التي قد يتصورها البعض. فعلى الرغم من الأصول الراقية، فإن انفصال والديها وهي في سن صغيرة جعلها تواجه مع شقيقها يسري الكثير من التحديات ، وتابعت قائلة:"أنا ويسري كبرنا قبل أواننا... عيشنا معاناة الطفولة سوا، وده اللي خلانا قريبين جدًا من بعض لحد النهاردة".

اختارت ناهد وشقيقها الالتحاق بمدرسة ألمانية، وهو ما أضاف بعدًا جديدًا إلى هويتهم الثقافية واللغوية. تقول ناهد:
"اتربينا في بيت بيتكلم فرنساوي، لكن دخلنا مدرسة ألماني، فبقينا مميزين بلغتين، وده ساعدنا نبقى مختلفين ومفتوحين على ثقافات متنوعة".