جمال رائف: مصر والسودان.. شراكة تتجاوز التحديات وتُجسد المصير المشترك

في ظل التحولات العاصفة التي تشهدها الساحة السودانية، أكد الكاتب الصحفي جمال رائف أن زيارة رئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة تحمل دلالات قوية على عمق العلاقات بين البلدين، وتعكس إدراكًا مشتركًا لطبيعة المرحلة الراهنة التي تتطلب تنسيقًا استثنائيًا في مواجهة أزمات لا تحتمل التأجيل.
القاهرة.. شريان دعم لا ينضب
وأوضح رائف، في مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا لايف"، أن مصر باتت الرئة السياسية والإنسانية للسودان، معتبرًا أن القاهرة تُعد المركز الأول للدعم الإقليمي للخرطوم، سواء من حيث التفاعل الدبلوماسي المكثف أو من خلال تبني موقف إنساني متقدم تجاه اللاجئين السودانيين، الذين فرّوا من أتون الصراع بحثًا عن الأمان.
رسائل القيادة المصرية.. وضوح وثقة في الشعب
وعن الخطاب السياسي المصري مؤخرًا، شدد رائف على أن الرئيس المصري بعث برسائل داخلية قوية اتسمت بالشفافية والطمأنة، في توقيت شديد الحساسية، حيث أكد على أهمية تعزيز الجبهة الداخلية، وإحياء الحس الوطني الجماعي، باعتبار أن الوعي الشعبي يمثل حجر الزاوية في تحصين الدولة ضد أي تهديد.
دور إقليمي فاعل من أجل استقرار السودان
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن مصر تقود جهودًا إقليمية حثيثة من خلال إطلاقها مؤتمر دول جوار السودان، وسعيها إلى بلورة موقف دولي داعم لاستقرار السودان، لافتًا إلى أن الدور المصري لم يقف عند حدود المبادرات السياسية، بل شمل تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، واستقبال الآلاف من الأسر السودانية على أراضيها.
أمن مشترك وتنمية شاملة
وأضاف رائف أن القاهرة تنظر إلى استقرار السودان كجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، مؤكدًا أن التحديات الإقليمية لا يمكن مواجهتها دون تكاتف عربي حقيقي. كما أشار إلى إيمان مصر الراسخ بأن الإعمار والتنمية هما السبيلان الأجدى لضمان السلام المستدام، وأنها تتطلع للمشاركة الفعالة في جهود إعادة إعمار السودان في أقرب وقت.
ختامًا.. دعم لا يتوقف حتى عودة الاستقرار
واختتم جمال رائف تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل شريكًا ثابتًا للسودان في رحلة استعادة الاستقرار، مشددًا على أن الحرب الحالية لا تضر بالسودان وحده، بل تضع المنطقة بأكملها في دائرة الخطر، وهو ما يجعل من التضامن المصري موقفًا استراتيجيًا لا خيارًا ظرفيًا.