رولا خرسا: الشهرة السريعة على «تيك توك» تصنع أزمة قيمية في المجتمع

في حديث صريح ومثير للجدل، تحدثت الإعلامية رولا خرسا خلال استضافتها في برنامج "الستات" المذاع على قناة النهار، عن أزمة "تيك توك" التي أصبحت انعكاسًا واضحًا لتحولات عميقة ومقلقة داخل المجتمع المصري.
المال والشهرة.. بوابة لتدمير الخصوصية
قالت رولا خرسا إن كثيرًا من الأشخاص باتوا يعرضون تفاصيل حياتهم الخاصة على "تيك توك" فقط من أجل تحقيق الانتشار والحصول على المال والشهرة، مؤكدة أن هذه الظاهرة لا تمثل فقط خللًا فرديًا، بل تكشف عن أزمة مجتمعية حقيقية.
وأضافت: "الفلوس والشهرة بقت بتخلي ناس تبيع حياتها بالكامل أونلاين، وتعمل ترند حتى لو على حساب كرامتها أو أهلها. كل ده بيدل على إن في حاجة غلط بتحصل حوالينا."
الإحباط يلاحق المجتهدين وأصحاب الشهادات
وتطرقت خرسا إلى الفجوة بين من يسعون للتعليم والارتقاء الأكاديمي، وبين من يحققون دخلًا ضخمًا من محتوى ترفيهي عبر الإنترنت. وقالت:
"دلوقتي فيه ناس تاخد ماجستير ودكتوراه وتتعب سنين، وفي الآخر تشتغل بـ5 أو 6 آلاف جنيه، وتسمع حد بيقول: أنا جالي عرض بـ100 ألف جنيه علشان أطلع في برنامج ! طبيعي الشخص اللي تعب ده يحس بالإحباط."
المجتمع منحهم أكبر من حجمهم
وأكدت خرسا أن هناك مبالغة كبيرة في التعامل مع مشاهير "تيك توك"، موضحة أن المجتمع ساهم في إعطائهم مكانة لا يستحقونها، قائلة:
"للأسف، إحنا اللي إديناهم أكبر من حجمهم خليناهم شبه قادة لسلوكيات المجتمع. بقوا هما اللي بيحددوا إيه الصح وإيه الغلط، وده في منتهى الخطورة."
دعوة لإعادة التوازن
واختتمت الإعلامية حديثها بدعوة إلى ضرورة إعادة تقييم المعايير التي يُمنح بها التقدير المجتمعي، مؤكدة أن التقدير الحقيقي يجب أن يُوجَّه لمن يعملون بضمير، ويضيفون قيمة حقيقية للناس، لا لمن يسعون فقط إلى تصدر التريند.
وفي نفس السياق ،طالبت الإعلامية منى عبد الوهاب بضرورة وضع ضوابط واضحة وصارمة لمحتوى تطبيق "تيك توك"، مؤكدة أن الفوضى الحالية في نوعية المحتوى المتداول تهدد الذوق العام وتكرّس لمستوى متدنٍ من الوعي والسلوك، خاصة بين فئة الشباب.
وأكدت منى عبد الوهاب أن فكرة حظر تطبيق "تيك توك" ليست هي الحل، بل تعكس حالة من العشوائية في التعامل مع الأزمات