مدير تحرير الأهرام يقدم قراءة لكلمة الرئيس السيسي بشأن الأوضاع في غزة

أوضح أشرف العشري، مدير تحرير جريدة "الأهرام"، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة حملت رسائل شديدة الوضوح والقوة، وأظهرت حجم الشفافية التي تعتمدها الدولة المصرية في تعاملها مع القضية الفلسطينية.
الرئيس السيسي لم يتحدث بلغة دبلوماسية تقليدية بل بلغة مكاشفة صريحة
وأشار العشري، في مداخلة هاتفية عبر شاشة "إكسترا نيوز"، إلى أن الرئيس السيسي لم يتحدث بلغة دبلوماسية تقليدية، بل بلغة مكاشفة صريحة، مؤكدًا أن ما تشهده غزة لم يعد مجرد حرب لأهداف سياسية، بل هو حرب إبادة وتجويع وتهجير جماعي بهدف تصفية القضية الفلسطينية، مضيفا أن الرئيس كشف الغطاء عن المحاولات الإسرائيلية لطمس الحقائق وتمييع الموقف طوال أكثر من 22 شهرًا من بدء الحرب.
كما نوه العشري إلى أن كلمة الرئيس تضمنت تفنيدًا مباشرًا لكل الشائعات والحملات التي استهدفت الموقف المصري، خاصة تلك المتعلقة بمعبر رفح وعرقلة دخول المساعدات، مؤكدًا أن الرئيس فضح زيف الادعاءات الإسرائيلية، موضحًا أن أكثر من 5000 شاحنة مساعدات إنسانية تقف على الجانب المصري بانتظار السماح لها بالدخول، بينما التعطيل الحقيقي يأتي من الجانب الإسرائيلي.
الرئيس السيسي وجه رسالة صريحة للمجتمع الدولي
وأردف العشري أن الرئيس السيسي وجه رسالة صريحة للمجتمع الدولي، مفادها أن التاريخ لن يغفر الصمت أو التواطؤ، وأنه سيسجل من وقف متفرجًا على حرب الإبادة التي تُرتكب في غزة، كما أكد أن مصر منذ اللحظة الأولى قالت "لا لتهجير الفلسطينيين، ولا لتصفية القضية"، وهو موقف لم يتغير ولن يتغير.
وفي سياق متصل، أوضح العشري أن الرئيس وصف الحملات الإعلامية التي تعرضت لها مصر بأنها "حملات إفلاس سياسي وإعلامي"، تقف خلفها إسرائيل بالتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية، سواء من داخل الأراضي الفلسطينية أو من خلال أبواق إعلامية، مؤكدا أن هذه الحملات تهدف فقط إلى التغطية على جرائم الاحتلال وتخفيف الضغط الدولي عن تل أبيب.
وأشار العشري إلى أن مصر لم تكتفِ بإعلان موقفها السياسي، بل تمارس دورها الفعلي والإنساني في تقديم الدعم للفلسطينيين، وتتحمل عبئًا تاريخيًا في الدفاع عن حقوقهم، من منطلق اعتقادها الراسخ بأن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وفيما يتعلق بتأثير الكلمة الرئاسية على جهود التهدئة والمفاوضات الجارية، نوه العشري إلى أن حديث الرئيس جاء في توقيت بالغ الأهمية، وبلغة حملت درجة عالية من الحزم السياسي، محذرًا من خطورة استمرار الحرب دون تدخل دولي حقيقي.
كما أشار إلى أن الرئيس أعاد رسم خريطة التحرك السياسي المصري، من خلال توجيه نداء ثانٍ للمجتمع الدولي خلال أقل من أسبوع، مطالبًا بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومؤكدًا أن ما يجري ليس حربًا ضد الإرهاب أو لتبادل الأسرى، بل حرب إبادة تخدم أغراضًا سياسية وابتزازًا واضحًا.
واختتم العشري حديثه بالتأكيد على أن مصر لن تسمح باستخدام المأساة الفلسطينية كورقة مساومة، وأن خطوطها الحمراء ستبقى قائمة حتى استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الكف عن غض الطرف والتحرك بشكل جاد وحاسم لإيقاف المجازر المستمرة في القطاع.