عاجل

أحمد الخطيب: الإخوان استهدفوا قتل وحدة المجتمع.. وجرائمهم لن تُنسى | فيديو

الكاتب أحمد الخطيب
الكاتب أحمد الخطيب

أكد الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، أحمد الخطيب، أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لا تستهدف فقط السلطة السياسية، بل تسعى بشكل ممنهج لضرب وحدة المجتمعات وتفكيك نسيجها الوطني والديني، مشيرًا إلى أن جرائم الجماعة لم تبدأ بعد 30 يونيو فقط، بل كانت ممتدة على مدار عقود من الزمن.

وأوضح أحمد الخطيب، خلال لقائه في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور، أن اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981 كان صدمة كبرى للدولة، لكنه يرى أن ما ارتكبته الجماعة بعد 30 يونيو 2013 "أفدح وأعمق تأثيرًا"، إذ لم تستهدف رأس النظام فقط، بل استهدفت المجتمع بكامله.

اغتيال وطن لا فرد

قال أحمد الخطيب: "في 1981 قتلوا السادات، لكن في 2013 قتلوا المجتمع"، مضيفًا أن الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان بعد 30 يونيو مثلت محاولة ممنهجة لتحطيم الدولة من الداخل، وضرب مؤسساتها، وإثارة الفتن الطائفية، في مشهد لا يقل خطورة عن الاغتيالات السياسية، بل يفوقها أثرًا وتدميرًا.

وشدد أحمد الخطيب على أن الإخوان دائمًا ما يختبئون خلف مبررات كاذبة، يروجون أنها دوافع ثورية أو سياسية، بينما الحقيقة أنهم ينفذون مشروعًا تخريبيًا يستهدف الدولة الوطنية، مدعومًا من قوى إقليمية ودولية معروفة بعدائها لمصر والعالم العربي.

تفجير الكنائس جريمة

تابع أحمد الخطيب حديثه بالإشارة إلى جريمة تفجير الكاتدرائية المرقسية، قائلًا: "لأول مرة في تاريخ مصر الحديث نرى قنابل ونار تُلقى على الكاتدرائية، في رسالة واضحة من الجماعة بأنها تسعى لتقسيم المجتمع المصري، وضرب وحدته التاريخية التي امتدت لآلاف السنين".

وأضاف أحمد الخطيب: "هؤلاء لا يؤمنون بمبدأ العيش المشترك، ولا يحترمون التعددية، بل يعملون على تفجير الفتنة الطائفية، وتفكيك لحمة المجتمع التي تشكلت على مدار أكثر من 2000 عام"، مؤكدًا أن استهداف الكنائس لم يكن حادثًا عابرًا، بل جزءًا من عقيدة الجماعة الإرهابية.

فتنة رابعة المسعورة

ذكّر أحمد الخطيب بتصريحات قيادات الإخوان خلال اعتصام رابعة، حين أعلن بعضهم صراحة نيتهم تفجير الكنائس والمؤسسات العامة، وهو ما تحقق لاحقًا بالفعل في سلسلة تفجيرات طالت أماكن عبادة مسيحية ومساجد ومرافق شرطية، لافتًا إلى أن ما حدث لم يكن مجرد احتجاج، بل كان تخطيطًا ممنهجًا لهدم الدولة.

وقال أحمد الخطيب: "ما حدث في رابعة لم يكن اعتصامًا سلميًا كما يدّعون، بل منصة للتحريض، وتجنيد المتطرفين، وبث الكراهية، وإعلان الحرب على المجتمع المصري، بكل طوائفه ومؤسساته".

سيناء في خطر

انتقل أحمد الخطيب للحديث عن محاولات الجماعة لزعزعة استقرار سيناء، مشيرًا إلى أن بعض القيادات كانت ترى أن ترك سيناء للنفوذ الخارجي أو لتحويلها إلى منطقة عازلة "ليس أمرًا مرفوضًا لديهم، بل مقبول بل ومخطط له". وقال: "هم من نظروا لانفصال سيناء، وسعوا عمليًا لتفريغها أمنيًا وسياسيًا".

وأكد أحمد الخطيب أن هذه التحركات لم تكن بمعزل عن التفاهمات الإقليمية والدولية، إذ كانت الجماعة تسعى لإرضاء جهات خارجية مقابل التمكين داخل السلطة، ولو كان الثمن هو بيع الأرض أو إراقة دماء الأبرياء.

تل أبيب وخيانة موثقة

وحول التظاهرات التي نظمها بعض أنصار الجماعة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال أحمد الخطيب إن "ما حدث يُعد خيانة موثقة بالصوت والصورة"، مشيرًا إلى أن هؤلاء لم يعد لديهم أي خطوط حمراء، حتى الوقوف إلى جوار العدو التاريخي للأمة العربية، من أجل الضغط على الدولة المصرية.

وتساءل بمرارة أحمد الخطيب: "هل هناك خيانة أوضح من أن يتظاهروا أمام سفارة الاحتلال؟"، مؤكدًا أن هذه التظاهرات كشفت الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي، وجعلت كل من يحاول تبرير أفعاله شريكًا في الخيانة.

أدوات قذرة لخدمة المخطط

قال أحمد الخطيب إن جماعة الإخوان تعمل على أن تكون "مخلب القط" لتنفيذ مخططات قوى دولية ضد المنطقة العربية، موضحًا: "هم يتوددون لإسرائيل وأمريكا، ويعرضون خدماتهم كأداة لضرب الاستقرار في مصر، وتنفيذ أجندات تقسيم وتفكيك المجتمعات".

وأشار أحمد الخطيب إلى أن كل تحركاتهم تؤكد أنهم لا ينتمون إلى هذا الوطن، بل يضعون مصالح التنظيم فوق كل اعتبار، حتى ولو كان الثمن دماء المصريين أو وحدة أراضي البلاد.

جرائم مستمرة منذ عقود

أوضح أحمد الخطيب أن ما ارتكبته جماعة الإخوان في الماضي ليس أقل فداحة من جرائمها الحديثة، مستشهدًا بمحاولات الاغتيال التي بدأت منذ الأربعينيات، واستمرت في التسعينيات، وبلغت ذروتها بعد 2011.

وأكد أحمد الخطيب أن التنظيم ظل يعمل بسرية وتحت الأرض، ينفذ مخططاته في الظل، ثم يخرج ليرتدي ثوب الدين والوطنية، وهو ما نجح في خداع البعض لسنوات، حتى سقط القناع بشكل كامل بعد 30 يونيو.

التوثيق واجب وطني

شدد أحمد الخطيب على أهمية توثيق هذه الجرائم بشكل منهجي للأجيال القادمة، حتى لا تُنسى، ولا يُسمح بعودتهم مرة أخرى من بوابة "التسامح الزائف". وقال: "من لم يرَ تفجيراتهم أو يسمع تهديداتهم، فعليه أن يقرأ ويسمع منّا نحن الذين عايشنا تلك الأيام السوداء".

وأضاف أحمد الخطيب: "نحن لسنا دعاة كراهية، بل أصحاب ذاكرة حية. ما فعلوه لن يُنسى، وكل شهيد سقط، وكل كنيسة أُحرقت، وكل ضابط اغتيل، هو شاهد دائم على خيانتهم".

انتخابات الشيوخ 
انتخابات الشيوخ 

وحدة المجتمع خط أحمر

اختتم أحمد الخطيب تصريحاته بالتأكيد على أن وحدة المجتمع المصري ليست محل مساومة أو جدال، وأن كل من يعمل على تفكيكها أو التآمر عليها، يجب أن يُنبذ، ويُحاكم، ولا يُعطى أي فرصة للتسلل من جديد.

وذكر أحمد الخطيب: "كل محاولاتهم فشلت، وستفشل مجددًا، لأن مصر محصّنة بوعي شعبها، وبمؤسساتها، وبذاكرة لا تنسى من باعوها ذات يوم، وتآمروا عليها في أحلك اللحظات".

تم نسخ الرابط