أحمد الخطيب: تظاهرات الإخوان في إسرائيل خيانة صريحة تهدد ذاكرة الأجيال |فيديو

قال الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، أحمد الخطيب، إن مشهد تظاهر عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي أمام سفارة إسرائيل في تل أبيب ضد مصر هو جريمة خيانة كبرى لا تحتمل التأويل، مشيرًا إلى أن ذلك المشهد لا يُظهر فقط السقوط الأخلاقي والسياسي للتنظيم، بل يكشف الوجه الحقيقي لهم، ويُعد دليلًا قاطعًا على عمالتهم ضد الوطن.
وأضاف الخطيب، خلال ظهوره ببرنامج برلمان المواطن على قناة المحور، أن هذا المشهد سيظل محفورًا في ذاكرة الوطن كعلامة سوداء على تاريخ جماعة لا تؤمن بالوطن ولا تعرف معاني الكرامة أو السيادة، لافتًا إلى أن المشهد أصاب المصريين بصدمة عارمة، وجدد الوعي بخطورة هذا التنظيم.
الأجيال الجديدة لا تنسى
وأشار أحمد الخطيب إلى أن الكارثة الأكبر هي أن هذه الأفعال تُعاد أمام جيل جديد ربما لم يشاهد جرائم الإخوان بصورة مباشرة كما حدث في الماضي، موضحًا أن أبناء 2011 باتوا اليوم في عمر النضج والتأثير، وهم بحاجة لتذكير مستمر بجرائم الجماعة.
وتابع أحمد الخطيب: "اللي كان عنده 10 سنين وقت 30 يونيو، دلوقتي عنده 21 سنة.. وبيسمع فقط عن جرائم الإخوان من الحكايات، لكنه لم يرَ القتل والتفجيرات والدم، لهذا تأتي أهمية ما حدث في تل أبيب ليُعيد لهم الصورة الحقيقية للجماعة، دون تجميل".
تل أبيب تكشفهم
وأكد أحمد الخطيب أن تظاهر الإخوان في تل أبيب ليس حدثًا عابرًا، بل دليلٌ ناطق على خيانتهم، إذ كيف يمكن لتنظيم يدّعي الدفاع عن فلسطين أن يقف على أرض العدو التاريخي ليتآمر على وطنه؟، مضيفًا: "ما حدث أمام السفارة الإسرائيلية ليس سوى مشهد من مشاهد الخيانة العلنية التي تعري هذا التنظيم أمام الجميع".
وقال أحمد الخطيب: "كل ما فعلوه في السنوات الماضية من تحريض وتخريب وتمويل إعلامي خارجي كان يجري خلف ستار، لكن الآن خرجوا للعلن بلا خجل.. أصبحوا يصرخون من قلب تل أبيب ضد وطنهم، وهذه لحظة فاصلة يجب أن نستثمرها لتعليم أبنائنا حقيقة هذا التنظيم".
لا تسامح بعد اليوم
أكد أحمد الخطيب أن ما فعلته الجماعة الإرهابية يستوجب القطيعة التامة معها، سواء على مستوى الدولة أو المجتمع، مضيفًا: "الدولة لم تعد قادرة على التسامح، والمجتمع نفسه لم يعد في حالة تسمح بأي صلح أو إعادة دمج.. الإخوان سقطوا أخلاقيًا وسياسيًا، ولن يُمنحوا فرصة جديدة".
وأشار أحمد الخطيب إلى أن التسامح كان موجودًا في فترات سابقة من تاريخ الدولة المصرية، لكنها كانت دومًا تنتهي بالخيانة والغدر، لافتًا إلى أن المشهد الحالي جاء ليضع نهاية قاطعة لتلك الدائرة المفرغة من التسامح والدم.
الذاكرة الوطنية لا تموت
وحذر أحمد الخطيب من محاولات الجماعة طمس الحقائق التاريخية، مؤكدًا أن الزمن قد يُضعف الذاكرة، لكن ما ارتكبته الجماعة من جرائم لا يمكن محوه بسهولة، لأن ضحاياها لا يزالون على قيد الحياة، وشهداءها لا تزال آثارهم حاضرة في كل بيت.
وقال أحمد الخطيب: "في فترات سابقة، نُسيت بعض الجرائم الكبرى.. مثلما حدث بعد اغتيال السادات، لكن اليوم لدينا توثيق كامل بالصوت والصورة، ولدينا ذاكرة إلكترونية وشهادات حيّة.. لم تعد الجرائم تُنسى أو تُغتفر كما في الماضي".
فرق بين الزلازل
قارن أحمد الخطيب ما فعله الإخوان بمفهوم الزلازل، موضحًا أن "هناك زلزالًا بدرجة 5.7 ريختر يحدث في منطقة ما دون أثر يُذكر، بينما نفس الزلزال في مكان آخر يُحدث كارثة"، قائًلا: "ما حدث من الإخوان كان بدرجة واحدة من العنف، لكن تأثيره كان أشد كارثية على المجتمع من أي وقت مضى".
وتابع أحمد الخطيب: "اغتيال الرئيس السادات في 1981 جريمة كبرى، لكنها وقعت في وقت كانت الدولة فيه قوية، بينما جرائم الإخوان بعد 2013 كانت محاولة لهدم الدولة كلها.. لم يقتلوا شخصًا، بل استهدفوا شعبًا بأكمله".
الإخوان لا يعادون السلطة
أوضح أحمد الخطيب أن الإخوان لا يعادون الحكام فقط، بل يعادون فكرة الدولة ذاتها، وهم يرفضون أي كيان وطني مستقل لا يدين بالولاء لفكرهم وتنظيمهم الدولي، مشيرًا إلى أن تظاهراتهم في الخارج، سواء في تركيا أو قطر أو أخيرًا إسرائيل، تؤكد على هذا العداء الممنهج للمجتمعات وليس للأنظمة فحسب.
وقال أحمد الخطيب: "هم لا يريدون فقط إسقاط رئيس أو نظام، بل يريدون إسقاط وطن بالكامل وإقامة بديل وهمي اسمه الخلافة.. وهو مشروع لم يعد يُقنع حتى أتباعهم بعد أن فُضح على يدهم".
كراهية للشعب نفسه
أكد أحمد الخطيب أن ما جرى من جماعة الإخوان بعد 30 يونيو لم يكن موجّهًا ضد السلطة فقط، بل ضد الشعب نفسه، الذي اختار طريق الاستقرار والتنمية، مضيفًا: "الإخوان رأوا في تصويت المصريين على الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية إعلان حرب عليهم.. فبدأوا هم حربًا حقيقية ضد الشعب".
وشدد أحمد الخطيب على أن "التحريض على الجيش، والشرطة، والقضاء، ومؤسسات الدولة، بل وحتى المواطنين البسطاء، كان دليلاً على أن التنظيم لا يريد إلا الفوضى المطلقة"، مؤكدًا أن كل من انخدع بهم سابقًا، بات اليوم يرى الصورة واضحة أمامه.
لن ننسى الشهداء
أوضح أحمد الخطيب أن الدولة المصرية دفعت ثمنًا باهظًا لمواجهة هذا التنظيم، من دماء الشهداء من رجال الجيش والشرطة، إلى الاقتصاد والسياحة والتماسك المجتمعي، مشيرًا إلى أن من ينسى ذلك يخون تضحيات الآلاف من الأسر المصرية التي قدمت أبناءها فداءً للوطن.
وقال أحمد الخطيب: "لم ننسَ شهداء رابعة، ولم ننسَ شهداء كرداسة، ولا شهداء سيناء، ولا من استُشهدوا في تفجيرات الكنائس، ولن ننسى من قُتلوا فقط لأنهم يرتدون زيًّا عسكريًا أو أمنيًا أو لأنهم رفضوا الانصياع للإرهاب".

لا مستقبل للخونة
اختتم أحمد الخطيب تصريحاته بالتأكيد على أن تنظيم الإخوان انتهى فعليًا في وجدان المصريين، وأن مشهد تل أبيب كان شهادة الوفاة السياسية والأخلاقية لهم، وقال: "أي تنظيم يقف مع العدو ضد وطنه، لا يمكن أن تكون له شرعية سياسية أو أخلاقية، حتى لو حاول أن يُعيد تقديم نفسه بوجه آخر".
وتابع أحمد الخطيب: "هذه الخيانة الموثقة لن تُنسى، والتاريخ لن يرحم من باع وطنه بثمن رخيص.. وعلى الشباب أن يتذكروا دائمًا: الوطن لا يُخان، ومَن خانه مرة سيخونه ألف مرة".