عاجل

«الإبادة الجماعية».. فرانشيسكا ألبانيزي تحذر من انهيار القانون الدولي |فيديو

فرانشيسكا ألبانيزي
فرانشيسكا ألبانيزي

حذّرت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، من أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 لا يندرج تحت العمليات العسكرية أو الصراعات السياسية التقليدية، بل يمثل شكلاً واضحًا وممنهجًا من الإبادة الجماعية، وفق ما وثقته تقارير أممية حديثة.

أشارت فرانشيسكا ألبانيزي، في تصريحات قوية ومباشرة خلال لقاء تلفزيوني عبر قناة "النيل للأخبار"، إلى أن تقاريرها الأخيرة المقدمة إلى مجلس حقوق الإنسان، خاصة التقرير الصادر في يوليو 2025، ترصد جرائم إسرائيل في قطاع غزة باعتبارها امتدادًا لنهج استراتيجي طويل الأمد، يهدف إلى محو الهوية والوجود الفلسطيني المتبقي على الأرض. وأكدت أن هذا النهج لا يقتصر على الحرب الجارية، بل يستند إلى عقود من السياسات القمعية والمنهجية التي تتجاوز مجرد الاستخدام المفرط للقوة.

استهداف للأراضي الفلسطينية

وأضافت فرانشيسكا ألبانيزي أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي ليست محصورة في غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية، وشرق القدس، وشمال الضفة، حيث يتم تنفيذ تطهير عرقي واسع النطاق. وأوضحت أن هناك أدلة دامغة على عمليات طرد قسري، وهدم للمنازل، وتوسيع استيطاني ممنهج، في إطار خطة منظمة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.

في واحدة من أخطر النقاط التي أثارتها، تحدثت فرانشيسكا ألبانيزي عن اقتصاد عالمي يدعم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه لم يعد مجرد "احتلال سياسي"، بل أصبح منظومة اقتصادية مربحة، يشارك فيها العديد من الشركات متعددة الجنسيات، وقطاعات صناعية وتجارية تستفيد من استمرار العدوان، سواء عبر تصدير السلاح، أو تطوير تقنيات المراقبة، أو تقديم الدعم اللوجستي.

دول تغذي العدوان بالصمت 

انتقدت فرانشيسكا ألبانيزي بشدة الدول التي تواصل الحديث عن "عملية سياسية" دون اتخاذ خطوات حقيقية على الأرض، رغم المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين يوميًا. وأكدت أن هذه العملية السياسية الجوفاء تُستخدم كغطاء لتمرير الانتهاكات، بينما يموت الفلسطينيون وهم يحاولون الوصول إلى الغذاء أو نقاط توزيع المساعدات.

ألبانيزي عبّرت عن قلقها العميق من فشل النظام الدولي في حماية المدنيين، مشيرة إلى أن استمرار هذا العجز يُضعف من قدرة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية على فرض القانون، مضيفة أن ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي لمصداقية المجتمع الدولي، مؤكدة أن تقاعس العالم عن التحرك لا يُفسر إلا بكونه تواطؤًا غير مباشر أو عجزًا أخلاقيًا.

فرانشيسكا ألبانيزي
فرانشيسكا ألبانيزي

مستقبل مظلم في الأفق

واختتمت فرانشيسكا ألبانيزي حديثها بتأكيد أن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد أزمة إقليمية، بل علامة على تفكك الضمير العالمي. وشددت على أن غياب المحاسبة سيؤدي إلى ترسيخ مناخ الإفلات من العقاب، ويُمهّد الطريق لمزيد من الانتهاكات حول العالم، ويُهدد بتقويض القيم الأساسية التي قامت عليها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

تم نسخ الرابط