عاجل

العجوز «سليم عصفور».. صوت الأذان الذي مات جوعاً تحت حصار الظلم والصمت العالمي

العم سليم عصفور
العم سليم عصفور

في زاوية مظلمة من خيمة نزوحه، يرقد العجوز سليم عصفور، مؤذن مسجد الصحابة في عبسان الجديدة شرق خان يونس، الذي أجبره تصاعد الهجمات الإسرائيلية على ترك وطنه. 

كان صوت العم سليم يملأ الحي بنداء الصلاة، صار اليوم همسًا لا يُسمع، وجسدًا نحيلاً أنهكه الجوع والمرض، بعد أن فقد أكثر من نصف وزنه، متراجعًا من 80 إلى 40 كيلوجرامًا، بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.

انتشرت صورة العم سليم بجسده النحيل كالنار في الهشيم على وسائل التواصل، لتحوّل إلى رمز مأساوي للمجاعة المتفشية في غزة. هذه الصورة أثارت غضب واستياء واسع بين النشطاء الذين اعتبروا أن ما يظهره جسده هو تجسيد صريح لجريمة تجويع منظمة تدفع آلاف السكان نحو الموت البطيء وسط صمت دولي مريب.

واقع مؤلم.. ليس فيلمًا ولا خيالاً

وقد أكد ناشطون أن المشاهد ليست من فيلم سينمائي ولا صورة مزيفة، بل واقع يومي يعيشه أهل غزة في ظل حصار خانق. وكتب أحدهم: "لم أصدق الصورة حتى تأكدت من صحتها من جيرانه.. هذا هو العم سليم، مؤذن مسجد الصحابة."

وطالبوا بوقف الترويج الإعلامي الكاذب الذي ينفي وجود المجاعة ويزعم تحسن الأوضاع رغم الجوع الذي لا يمكن إنكاره.

بينما يصر الإعلام الإسرائيلي والأمريكي على نفي الأزمة، يكاد العم سليم أن يفقد حتى القدرة على رفع أذان الفجر، وقد صارت خطواته ثقيلة على الأرض، محاطًا بأمة مليونية صامتة، وكأن جوعه وصلاته وصمته لا تهم أحدًا.

يرى نشطاء أن حالة العم سليم ليست استثناء بل تمثل واقعًا مأساويًا يعانيه المئات في ظل حصار إسرائيلي صارم يُنفذ بدعم أمريكي وصمت أوروبي.

جريمة حرب بطيئة 

يصفها البعض بأنها ليست أزمة إنسانية فقط، بل جريمة حرب تُرتكب علناً بينما يشاهد العالم بلا حراك. جسد العم سليم وحالته الصحية الحادة هي شهادة حيّة على مدى الألم والجوع الذي يرزحه قطاع غزة.

كما قال أحد المغردين: "المجاعة في غزة لا تحتاج بيانات أو تقارير لتثبت وجودها، يكفي أن تنظر في عيون العم سليم لتدرك الحقيقة."

لم يتذوق العم سليم خبزًا منذ خمسة أيام، وصار بالكاد قادرًا على الوقوف. عظامه البارزة وصوته الخافت يعكسان مأساة حقيقية تُغتال فيها الإنسانية كل يوم. 

وختم ناشطون بأن هذه الحالة تفضح كذب التصريحات الرسمية عن وصول المساعدات، التي لا تراها مائدة الجائعين، بل تظل حبرًا على ورق في زمن يُقتل فيه الأبرياء جوعًا وسط صمت العالم.

 

 

تم نسخ الرابط