محمد عبود يكشف زيف «إيدي كوهين» وحرب إسرائيل الناعمة على العرب |فيديو

أكد الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن الفكر الإسرائيلي الدعائي لم يتغير منذ تأسيس الكيان المحتل عام 1948، إذ ما زالت تل أبيب تسعى لضرب وحدة العرب وزرع الفتن عبر أدوات إعلامية مختلفة، بدأت حينها بإذاعة عبرية رسمية موجهة، ثم أسست فرعًا باللغة العربية كان هدفه الوحيد بث الشائعات والفتن داخل المجتمعات العربية.
وأوضح محمد عبود، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور، أن هذه الوسائل كانت جزءًا من استراتيجية "فرق تسد"، التي أعلنها قادة الاحتلال في سنواته الأولى، مشيرًا إلى أن إذاعة "داوود الناطور" كانت تُستخدم لترويج أغنيات نادرة لعبدالحليم وعبدالوهاب، في محاولة لاختراق الوجدان العربي عبر الفن والموسيقى.
السوشيال بديل الراديو
أضاف محمد عبود أن إسرائيل استبدلت الراديو بمنصات التواصل في العصر الحديث، معتبرًا أن هذه المواقع باتت الذراع الدعائي الجديد للموساد، خصوصًا أن وسائل الإعلام الكلاسيكية فقدت بريقها وتأثيرها في عصر السرعة والمعلومة اللحظية.
وتابع محمد عبود: "مع كل مرحلة انتفاضة أو توتر، يطلق الاحتلال مشاريع إعلامية ناعمة موجهة للعرب، مثل موقع (تواصل) التابع للخارجية الإسرائيلية، لكنه فشل وقتها لأن الشعور القومي العربي كان في أوجه"، مشيرًا إلى أن محاولات تل أبيب لكسب ود الشعوب العربية إعلاميًا غالبًا ما تبوء بالفشل ما لم تكن الأوضاع الداخلية العربية ضعيفة.
فتنة إيدي كوهين
تحدث الدكتور محمد عبود عن شخصية "إيدي كوهين"، الذي يُقدَّم على أنه خبير ومحلل إسرائيلي، قائلاً: "هو شخص تافه داخل إسرائيل، ولا يحظى بأي احترام أكاديمي أو إعلامي هناك"، لافتًا إلى أن حسابه العبري لا يتجاوز 14 ألف متابع، بينما حسابه العربي يتخطى مليونًا بسبب استراتيجية التضخيم الموجهة للعرب فقط.
وأكد محمد عبود أن كوهين يُدار بواسطة وحدة استخباراتية إسرائيلية خاصة (الوحدة 8200)، وهو ليس إعلاميًا حرًا، بل أداة مدفوعة ومدارة بهدف بث الفتن والفتاوى المفخخة بين الشعوب العربية، مستخدمًا التغريدات الاستفزازية لجذب الانتباه والتضليل.
حسابات دعائية موجهة
كشف محمد عبود أن هدف كوهين من كثرة التغريدات المثيرة للجدل هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين في العالم العربي، قائلاً: "هو لا يهتم بالتعليقات السلبية أو الإيجابية، ما يهمه فقط هو التفاعل، لأنه يجني من ورائه شهرة وأموالًا على حسابنا".
وتابع محمد عبود: "عندما يقول كوهين إن لديه 100 ألف متابع مصري، فانسحاب هؤلاء من متابعته يعني ضربة قاسية له، لأنه يستخدمهم كسلعة دعائية للظهور على وسائل الإعلام الإسرائيلية".
تجاهل وبلوك أفضل رد
وجه محمد عبود رسالة مباشرة للجمهور العربي قائلًا: "لا تردوا على تغريداته، لا تعلقوا، لا تروجوا له، فقط احظروه، لأن التجاهل هو القتل الرمزي لمحتوى رخيص يقوم على الفتنة والتضليل"، مشيرًا إلى أن كل تعليق أو مشاركة تسهم في ترسيخ وجوده الإعلامي، رغم تفاهته في الداخل الإسرائيلي.
وأضاف محمد عبود أن كوهين لا يُستضاف في القنوات الرسمية الكبرى داخل إسرائيل مثل القناة 11 أو 12 أو 13، بل يظهر فقط في قناة هامشية تابعة لليمين الإسرائيلي المتطرف، أسسها بنيامين نتنياهو للدفاع عن سياسات الليكود.

شائعات إلى الإخوان
كشف محمد عبود أن تغريدات كوهين لا تتوقف عند حد تويتر، بل يتم إعادة تدويرها عبر قنوات الإخوان المحظورة، حيث تُقدَّم على أنها معلومات إسرائيلية مؤكدة، ثم يُعاد تصديرها للرأي العام العربي على أنها حقائق، رغم أنها مجرد أكاذيب ممنهجة من صناعة وحدات الحرب النفسية.
واختتم محمد عبود حديثه بالتشديد على أهمية الوعي الإعلامي في مواجهة السلاح الناعم الإسرائيلي، مؤكدًا أن الترويج لمثل هذه الشخصيات يضر بالقضية العربية ويُفقد الشعوب بوصلتها، داعيًا إلى ضرورة تربية جيل رقمي ناقد، يعرف كيف يميز الحقيقة من الدعاية المضللة.