حرب الفوضى.. مصطفى سعداوي: مصر تحارب بذاءة التيك توك بعقوبات تصل إلى 15 سنة

خرج الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ القانون الجنائي، ليؤكد أن الدولة المصرية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ"سباق البذاءة والانحدار"، موضحًا أن القوانين المصرية الحديثة تتيح عقوبات صارمة تصل إلى 15 عامًا من السجن لمَن ينشر محتوى يسيء إلى قيم ومبادئ الأسرة والمجتمع.
وقال "مصطفى سعداوي"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مساء جديد"، المذاع على قناة "المحور": "مصر التي أنجبت طه حسين، والعقاد، وزويل، ونجيب محفوظ، ترفض أن يُختزل تاريخها وثقافتها في فيديوهات هابطة لمجموعة من العابثين الباحثين عن المال السريع".
قتل الطموح مشروع
أوضح مصطفى سعداوي أن ما يحدث عبر التيك توك يشكل محاولة لقتل الطموح المشروع لدى الشباب، مشيرًا إلى أن البعض أصبح يعتقد أن "العلم لا طائل منه"، مقارنة بما يمكن جنيه من المال مقابل بث محتوى تافه، قائًلا: "نحن أمام أزمة أخلاقية ومعرفية، وليست فقط قانونية.. الشباب أصبحوا يُغوَون بمشاهد غير أخلاقية، تحت غطاء الحرية".
وأشار مصطفى سعداوي إلى أن الجمهورية الجديدة، برؤية القيادة السياسية، تضع في مقدمة أهدافها إعادة بناء الإنسان المصري، وهو ما يشمل إعادة ضبط السلوك العام، والارتقاء بالذوق والثقافة العامة، والتصدي لما وصفه بـ"الهشاشة اللفظية والادعاء المزيف".
حماية الدستور للأسرة
أكد "مصطفى سعداوي" أن الدستور المصري واضح في نصوصه، إذ نص على أن الأسرة هي أساس المجتمع، وأن قوامها هو الدين والأخلاق والوطنية، مشيرًا إلى أن أي محاولة للنيل من هذه القيم تُقابل بردع قانوني، لأن الدولة ملزمة دستوريًا بحماية الأسرة، وتماسك المجتمع، وترسيخ المبادئ.
وأشار مصطفى سعداوي إلى صدور قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي نصّ صراحة على معاقبة كل من ينشئ أو يدير أو يستخدم موقعًا إلكترونيًا لبث محتوى يُحط من القيم المجتمعية، مؤكدًا أن العقوبات تتراوح بين السجن عامين وثلاثة أعوام، وغرامات تصل إلى 300 ألف جنيه.
عقوبات قد تصل للسجن
أوضح مصطفى سعداوي أن العقوبات تختلف باختلاف طبيعة الجريمة، فإذا تضمن المحتوى تهديدًا أو تحريضًا أو إساءة صريحة، فإن العقوبة قد تصل إلى السجن 15 عامًا، مشيرًا إلى أن "العقوبة تتعدد بتعدد الجرائم"، وإذا استخدم الجاني المنصة في الابتزاز أو النشر الجنسي، فهنا ندخل في تكييف جنائي مشدد.
وتابع مصطفى سعداوي: "المشرع المصري لم يكتفِ بالنصوص فقط، بل خوّل المواطن مسؤولية الإبلاغ، وهو التزام قانوني، لأن محاربة هذا الانحدار مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون أمنية أو قضائية".

نداء للشباب المصري
وجّه مصطفى سعداوي رسالة إلى شباب مصر قائلًا: "أعرف أنكم تتعرضون لضغط من المحتوى الرائج، لكن مصر تُبنى على أكتافكم، وأنتم أملها في المستقبل. لا تنساقوا وراء الطرق الملتوية لتحقيق مكاسب مؤقتة، فالثقافة والحضارة أولى ضحايا هذا الانحراف".
واختتم مصطفى سعداوي بالتأكيد على أن "مصر الودود الولود، التي علمت العالم الأدب، لن تُختزل في فيديوهات لا تمت بصلة لقيمها الحضارية، وستواجه هذا الانحراف بكل أدوات القانون والمجتمع معًا".