عاجل

«مساء جديد» يكشف الوجه الخفي للحرب الناعمة الإسرائيلية على العرب

ثلاثي الكيان الصهيوني
ثلاثي الكيان الصهيوني

سلّط برنامج "مساء جديد"، المذاع عبر قناة المحور الفضائية، الضوء على واحدة من أخطر أدوات الحرب النفسية والإعلامية التي يشنّها الكيان الصهيوني على الشعوب العربية، وهي حرب القوى الناعمة التي تعتمد على الوجوه "الودودة إعلامياً" مثل أفيخاي أدرعي، إيدي كوهين، ومائير دهان، والذين يقدمون أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي كدُعاة حوار وتفاهم، بينما يخفون وجهاً دموياً عدائياً لا يقل وحشية عن قادة الاحتلال العسكريين.

وأوضح برنامج "مساء جديد"أن هذه الشخصيات ليست سوى أذرع استخباراتية ناعمة، وظيفتها إحداث اختراق ذهني للعقل العربي، وإشغال الرأي العام بقضايا فرعية تُبعد الأنظار عن الجرائم الحقيقية التي تُرتكب في غزة والضفة والقدس.

وجوه ناعمة .. ومسمومة

استعرضت برنامج "مساء جديد" بالأدلة كيف تستخدم إسرائيل هذه الشخصيات لإظهار الاحتلال في صورة "الضحية"، بينما تُشيطن المقاومة، في مسعى لتحريف الوعي الجمعي، خاصة لدى الجيل الجديد من الشباب العربي، الذين قد يتأثرون دون وعي بمحتوى تافه أو منمّق ظاهرياً، لكنه يحمل في طياته مشروع اختراق فكري هدفه طمس الهوية، وتزييف الحقائق، وتشويه المفاهيم السياسية والدينية.

وأكد برنامج "مساء جديد" أن هذه الأسماء، مثل أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال، يقدّم نفسه كمتحدث ودود، يتحدث بلغة العرب، ويتظاهر بفهم ثقافتهم، في حين يبرر الجرائم الوحشية بحق المدنيين الفلسطينيين، ويدافع عن المجازر باعتبارها "دفاعاً عن النفس".

إعلام على مقاس العدو

كشف برنامج "مساء جديد"عن أن مؤسسات إعلامية إسرائيلية، بتنسيق مع أجهزة الأمن والموساد، ترسم صورة إعلامية دقيقة لهذه الشخصيات، بحيث يظهرون كخبراء في الشأن العربي أو نشطاء على مواقع التواصل، لتضليل المتابعين ودفعهم للتفاعل الإيجابي دون إدراك للخداع.

وتوقف برنامج "مساء جديد"عند شخصية إيدي كوهين، الذي يعمل كمحلل سياسي في القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية، وهو أكثر من مجرد إعلامي؛ إذ يحمل خلفية أمنية مرتبطة بأجهزة التوجيه الدعائي في إسرائيل، ودوره هو "التمهيد النفسي للتطبيع"، عبر بث رسائل تزرع الشكوك، وتثير الفتنة بين الشعوب وحكوماتها، وتُشيع الإحباط واليأس من فكرة المقاومة أو التحرير.

حرب فيسبوك وتيك توك

من النقاط الخطيرة التي أشار إليها برنامج "مساء جديد" أن الكيان الصهيوني لا يعتمد فقط على الإعلام التقليدي، بل يغزو السوشيال ميديا بكل قوة، مستخدمًا أدوات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة في تحليل سلوك المتابعين، واستهدافهم بمحتوى موجّه.

وأكد برنامج "مساء جديد"أن الكثير من الصفحات الناطقة بالعربية والمُدارة من تل أبيب أو جهات مرتبطة بها، تعمل على التطبيع العاطفي والفكري عبر التكرار والتهكم والسخرية، مشيرًا إلى أن هذه الأدوات لا تقل خطرًا عن الصواريخ والمدافع.

ثلاثي الكيان الصهيوني 
ثلاثي الكيان الصهيوني 

حربنا سلاحها العقل

اختتم برنامج "مساء جديد"رسالته بتأكيد أن مواجهة هذا النوع من الحروب لا يكون بالصمت، بل بالوعي، والتثقيف، والمقاطعة، كما دعا المشاهدين إلى عدم الانخداع بهذه الوجوه الناعمة التي تخفي مشروعًا صهيونيًا خبيثًا، وإلى توعية الأجيال الجديدة بأهمية الانتباه لكل ما يُقدّم على الإنترنت من جهات غير عربية، حتى وإن تحدثت بلغتنا أو استخدمت ثقافتنا بشكل استعراضي.

وشدد برنامج "مساء جديد" على أن حرب الوعي أخطر من حرب السلاح، وأن الانتصار فيها يتطلب تماسكًا ثقافيًا، ورفضًا قاطعًا لكل محاولات الاختراق التي تستهدف العقل العربي، باسم الترفيه أو "السلام الزائف".

تم نسخ الرابط