إيمان عبد الجواد: بصمتي تبدأ من التاريخ وتنتهي بالاستدامة |فيديو

أكدت الدكتورة إيمان عبد الجواد، أستاذة العمارة البيئية ومدير مفوضية أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، أن خطتها المستقبلية تركز على إحياء العمارة التقليدية المتوافقة مع البيئة، والاستفادة من التراث المحلي كمنطلق لحلول عمرانية معاصرة تخدم الإنسان والمجتمع.
وخلال لقائها في برنامج الستات مايعرفوش يكدبوا على قناة CBC، أشارت إيمان عبد الجواد إلى أنها تولي اهتمامًا كبيرًا بإبراز هوية العمارة البيئية المحلية، لافتة إلى أن "العمارة التي لا تحتاج إلى مهندس معماري هي أكثر أشكال العمارة ذكاءً، لأنها منسجمة تمامًا مع البيئة والسكان".
تراث أفريقي ملهم
أوضحت إيمان عبد الجواد أن كثيرًا من المعماريين الأفارقة استطاعوا أن ينقلوا التراث البيئي لقارتهم إلى العالمية، مؤكدة أن آخر الفائزين بجائزة الاتحاد الدولي للمعماريين - التي تعادل جائزة نوبل - كان معماريًا أفريقيًا استند إلى العمارة الطينية التقليدية في بلاده.
وتابعت إيمان عبد الجواد: "هذا المعماري يعمل في ألمانيا، ولكنه استلهم تصميماته من وسط القارة الأفريقية، مستخدمًا الخامات المحلية لخدمة السكان"، مشيرة إلى أن هذا النهج هو ما تسعى إليه على المستوى المحلي والدولي.
عبقرية الماضي للمستقبل
أشادت إيمان عبد الجواد بالمعماري الكبير حسن فتحي، واصفة إياه بـ"المرجع الأول لكل من يعمل في العمارة البيئية". وقالت إن "تصميماته القائمة على القباب، والتوافق الحراري، واستخدام الخامات المحلية، لا تزال تُدرس عالميًا".
وأضافت إيمان عبد الجواد أن مصر تمتلك تنوعًا بيئيًا ومعماريًا ثريًا، من العمارة النوبية إلى البيوت الساحلية في البحر الأحمر، مؤكدة على ضرورة تطوير هذه النماذج بما يتوافق مع معايير التصميم الحديثة وأهداف التنمية المستدامة.
الاستدامة ليست ترفًا
أشارت إيمان عبد الجواد إلى أهمية دمج العمارة التقليدية بالعلم الحديث، قائلة: "الاستدامة مش رفاهية، هي ضرورة بيئية واقتصادية"، مشددة على أهمية التصميم الحراري السلبي (Passive Design) لتقليل الاعتماد على الطاقة والتكييف.
وقدمت إيمان عبد الجواد نصائح عملية للأسر المصرية قائلة: "تهوية المنزل في الأوقات المناسبة بعد الفجر، وتجنب دخول الشمس المباشرة في أوقات الذروة، يُعد من أبسط أدوات الحفاظ على الراحة الحرارية وتقليل استهلاك الطاقة".
بين الأمومة والريادة
في فقرة مؤثرة من الحوار، تحدثت إيمان عبد الجواد عن تحديات التوفيق بين الحياة الأسرية والمهنية، مؤكدة أنها كأم كانت تضع أبناءها أولوية، حتى إن بعض المشاركات الدولية كانت تُلغى لصالح رعاية أبنائها، خاصة في صغرهم.
وأضافت إيمان عبد الجواد: "الفضل يرجع إلى والدتي الراحلة، وإلى بيئة مشجعة داخل الكلية"، مشيرة إلى أنها تحرص الآن على تحويل كل سفرياتها الدولية إلى فرص تعليمية لطلابها من خلال الشراكات والورش الدولية.
دمج الأدوار الدولية
كشفت إيمان عبد الجواد أنها كثيرًا ما تمثل الاتحاد الدولي والمتوسطي والأفريقي للمعماريين في وقت واحد، مثلما حدث مؤخرًا خلال قمة المناخ COP29 في أذربيجان، حيث نظمت جلسة عمل مشتركة تحت شعارات الكيانات الثلاث.
وأكدت إيمان عبد الجواد أن هذا التداخل يعزز من الحضور المصري على الساحة العالمية، ويساهم في تقديم نموذج تكاملي يربط بين العمارة والتعليم والدبلوماسية البيئية.

تعليم الأبناء بالسفر
لفتت إيمان عبد الجواد إلى أنها تحرص على اصطحاب أبنائها إلى ورش العمل الدولية، كي يدركوا أهمية ما تقوم به، ويكتسبوا الثقافة العالمية من سن مبكرة، مؤكدة: "السفر مش رفاهية، هو وسيلة تربية وتوسيع أفق".
واختتمت إيمان عبد الجواد حديثها بالتشديد على أن العمارة البيئية هي المستقبل، وعلى كل معماري أن يحمل هم المجتمع والبيئة قبل الشكل الخارجي، قائلة: "الهوية مش شكل بس... الهوية رسالة بتوصلها العمارة للعالم".