الجيل الديمقراطي: «تيك توك» يغزو عقول شبابنا ويهدد قيم المجتمع المصري

دعا المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب “الجيل الديمقراطي” بالإسكندرية، إلى إغلاق تطبيق "تيك توك" في مصر بشكل فوري، معتبراً ذلك واجبًا وطنيًا ومسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الدولة والمجتمع معًا، في ظل ما يشهده التطبيق من تدمير مباشر لقيم ومبادئ المجتمع المصري، واغتيال ممنهج لهوية وثقافة الأجيال القادمة.
وأكد محمود في بيان له أن "تيك توك" لم يعد مجرد منصة ترفيهية أو وسيلة للتسلية، بل تحوّل إلى ساحة مفتوحة للفوضى الأخلاقية والانفلات السلوكي، حيث يروج لمفاهيم وسلوكيات دخيلة لا تمت بصلة لعادات وتقاليد المجتمع المصري ولا لدينه وهويته الوطنية.
وأشار إلى أن كثيرًا من محتوى التطبيق أصبح أداة لهدم القيم، وزرع ثقافة الشهرة السريعة على حساب التفاهة، وتحريض الشباب على الخروج عن السلوك القويم مقابل زيادة الإعجابات والمشاهدات.
ظاهرة التقليد الأعمى
وأضاف رئيس اللجنة الاقتصادية أن تأثير "تيك توك" يمتد بشكل خطير إلى النشء والمراهقين، مع ازدياد ظاهرة التقليد الأعمى وانتشار نماذج زائفة للنجاح والشهرة، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلام المجتمعي والتكوين الثقافي، ويساهم في تآكل الحس الوطني والوعي الجمعي، وتحلل منظومة الأخلاق التي طالما كانت عماد الشخصية المصرية.
وشدد على أن السكوت عن هذه الظاهرة يعني الموافقة على تدمير جيل كامل من الشباب، وفقدان طاقات كان من المفترض استثمارها في البناء والتنمية وخدمة الوطن.
ودعا إلى اتخاذ قرار جريء من الدولة بإغلاق التطبيق نهائيًا أو فرض قيود صارمة على محتواه، كما فعلت العديد من الدول الأخرى للحفاظ على مجتمعاتها.
"الاحتلال الناعم"
وأكد محمود أن الحفاظ على الهوية الوطنية لا يقل أهمية عن الحفاظ على الأمن القومي، وأن ما يُبث عبر "تيك توك" يُعد شكلًا جديدًا من أشكال "الاحتلال الناعم" الذي يغزو العقول قبل الأوطان ويخترق الأسرة من الداخل دون طلقة رصاص واحدة.
من الناحية الاقتصادية، لفت إلى أن الانشغال المفرط بالمحتوى التفاهاتي يؤثر سلبًا على معدلات الإنتاجية ويهدر الوقت والطاقة، ما يؤدي إلى ظهور أجيال فاقدة للبوصلة، غارقة في أوهام الشهرة الزائفة وبعيدة عن قيم العمل والاجتهاد.
ودعا المهندس إيهاب محمود كل الجهات المعنية، وعلى رأسها البرلمان ووزارات التعليم والثقافة والإعلام والاتصالات، للتحرك العاجل ووضع استراتيجية شاملة تبدأ بالتوعية، وتمتد للتشريع، وتنتهي بالحسم. مؤكدًا أن البلاد أمام معركة وجود حقيقية: إما الحفاظ على أجيالنا وهويتنا، أو ترك الشباب فريسة لتطبيقات تعيد صياغة وعيهم وقيمهم على مقاييس تتناقض مع مجتمعنا.