هشام العسكري يحسم الجدل العلمي: الغرب المسؤل عن التلوث البيئي |فيديو

خرج البروفيسور هشام العسكري، أستاذ علوم نظم الأرض، لتوضيح الحقائق العلمية الدقيقة المتعلقة بهذا الموضوع، مؤكدًا أن الحديث عن أحزمة الزلازل ليس بالأمر المستجد أو القابل للتغيير بين ليلة وضحاها.
وخلال لقائه في برنامج "مصر تستطيع"، المذاع على قناة "DMC"، شدد هشام العسكري على أن الزلازل تحدث أساسًا عند نقاط التقاء الألواح التكتونية، وهي مناطق معروفة ومدروسة بدقة في الجيولوجيا الحديثة، لافتًا إلى أن هذه الألواح تكونت بعد عملية انفصال القارات الكبرى منذ ملايين السنين، وبالتالي فإن خريطة النشاط الزلزالي ليست عرضة للتغير السريع.
الألواح التكتونية الثابتة
أوضح هشام العسكري أن الألواح التكتونية، التي تفصل بين القارات والصفائح الأرضية، هي المسؤولة عن معظم النشاط الزلزالي الذي تشهده الكرة الأرضية، مشيرًا إلى أن هذه المناطق معروفة منذ عقود ويتم مراقبتها من خلال تقنيات دقيقة، مثل الأقمار الصناعية والمجسات الأرضية.
وأضاف هشام العسكري أن الحديث عن دخول منطقة البحر المتوسط فجأة إلى "حزام الزلازل" أمر غير علمي، لأن موقعها الجيولوجي ثابت، ويقع عند تقاطع بعض الصفائح، لكن ليس بنفس الحدة أو النشاط الزلزالي الذي نشهده في مناطق أخرى من العالم مثل اليابان أو حزام المحيط الهادئ.
زلازل محدودة التأثير
وأكد هشام العسكري أن البحر المتوسط لطالما شهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا، وغالبًا ما تكون تلك الزلازل ضعيفة أو متوسطة القوة، نادرًا ما تصل إلى درجات مدمرة أو كارثية، باستثناء بعض الأحداث النادرة عبر التاريخ.
وأشار هشام العسكري إلى أن الدول المطلة على المتوسط، ومن بينها مصر، ليست خارج نطاق النشاط الزلزالي، لكنها أيضًا ليست ضمن المناطق الأكثر تهديدًا، مضيفًا: "ما يحدث لا يستدعي القلق أو الذعر، بل يحتاج إلى فهم علمي دقيق، واستعدادات وقائية مدروسة".
علم الزلازل متقدم
ولفت هشام العسكري إلى أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تحسين فهمنا لطبيعة الأرض الداخلية، حيث أصبحت عمليات رصد الزلازل وتحديد مصادرها أكثر دقة، بفضل الأقمار الصناعية ومحطات الرصد الزلزالي المنتشرة حول العالم.
كما أشار هشام العسكري إلى أن مصر تمتلك شبكة قومية لرصد الزلازل تعمل بكفاءة، وتقوم بإرسال التحذيرات وتقدير شدة الهزات الأرضية بدقة كبيرة، وهو ما يُمكّن الجهات المسؤولة من اتخاذ التدابير اللازمة حال وجود أي طارئ.

دعوة لعدم التهويل
وفي ختام تصريحاته، دعا هشام العسكري وسائل الإعلام والجمهور العام إلى تحري الدقة عند تداول المعلومات المتعلقة بالزلازل والكوارث الطبيعية، مؤكدًا أن نشر الذعر دون الاستناد إلى مصادر علمية موثوقة يؤدي إلى البلبلة وزعزعة الثقة.
وزكر هشام العسكري: "الزلازل جزء من طبيعة كوكب الأرض، ولا يمكن منعها، لكن يمكن فهمها والتعامل معها بشكل علمي، وهذا ما يجب أن تركز عليه المؤسسات التعليمية والإعلامية في توعية المواطنين"، مطالبًا بتعزيز الوعي الجيولوجي في المدارس والجامعات لتكوين جيل قادر على التفاعل مع الطبيعة بوعي وفهم علمي.