عاجل

حسام محرم: الجهود لمواجهة التغيرات المناخية غير كافٍ .. والتراخي يهدد الكوكب

المهندس حسام محرم
المهندس حسام محرم

أكد الدكتور المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة سابقًا، أن الجهد العالمي لمواجهة التغيرات المناخية لا يزال محدودًا ولا يتناسب مع حجم التحديات والتهديدات المتزايدة التي تفرضها الظاهرة على مستقبل البشرية.

وقال حسام محرم، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "اقتصاد مصر" على قناة أزهري، إن العالم يشهد اليوم تباطؤًا ملحوظًا في الالتزام بالاتفاقيات البيئية الدولية، في ظل ما وصفه بـ"تضارب المصالح بين المكاسب الاقتصادية للدول الكبرى والاعتبارات البيئية والإنسانية".

خطر يهدد الالتزام الجماعي

وأوضح حسام محرم أن بعض الدول بدأت التراجع عن التزاماتها المناخية، أو تتعامل معها ببطء غير مبرر، في مشهد يعكس تراخيًا سياسيًا وأخلاقيًا خطيرًا، حيث وضرب مثالًا بانسحاب الولايات المتحدة في وقت سابق من اتفاقية باريس للمناخ، أو تلويحها بذلك، رغم كونها من أكبر المساهمين في الانبعاثات الكربونية العالمية.

وأضاف حسام محرم أن هذا التراجع الأمريكي قد يفتح الباب أمام دول أخرى – مثل الصين أو بعض دول الاتحاد الأوروبي لتقليد هذا النهج السلبي، مما قد يؤدي إلى انهيار منظومة الالتزام الدولي بالمناخ.

التصحر يهدد الأمن الغذائي

سلّط حسام محرم الضوء على القطاعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ، وعلى رأسها قطاع الموارد المائية، مشيرًا إلى أن اضطراب أنماط هطول الأمطار وتكرار موجات الجفاف وارتفاع معدلات التبخر، كلها عوامل تؤدي إلى تناقص المياه العذبة وتدهور خصوبة التربة وانتشار التصحر، ما ينعكس سلبًا على الإنتاج الزراعي في ظل تزايد سكاني عالمي غير مسبوق.

وأكد حسام محرم أن تداعيات التغير المناخي ستطال القطاعات الزراعية والبيئية والاجتماعية والسياسية، ومن شأنها أن تُشعل اضطرابات إقليمية، خاصة في الدول الفقيرة من حيث الموارد أو غير القادرة على التكيف.

خطر النزوح المناخي 

وحذر حسام محرم من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى هجرات بشرية جماعية من المناطق المنكوبة مناخيًا، وهو ما قد يفضي إلى نزاعات سياسية وعسكرية على الموارد الطبيعية، خاصة في مناطق مثل إفريقيا والشرق الأوسط.

وأشار حسام محرم إلى أن النزوح المناخي لم يعد سيناريو مستقبليًا، بل بات واقعًا ملموسًا في بعض الدول التي تعاني الجفاف والفيضانات بشكل متكرر.

التغيرات المناخية 
التغيرات المناخية 

ضرورة الالتزام الجماعي 

وفي ختام مداخلته، شدد الدكتور حسام محرم على أهمية التزام كل دولة بمسؤولياتها المناخية، وفق نسب مساهمتها في الانبعاثات الكربونية، حتى يمكن للعالم تحقيق الهدف الأساسي وهو الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 - 2 درجة مئوية.

وحذر حسام محرم من أن تجاوز هذا السقف يعني الدخول في مرحلة اضطرابات بيئية كارثية، تهدد ليس فقط الموارد، بل أيضًا استقرار الأنظمة السياسية والاقتصادية حول العالم، مؤكدًا أن الوقت ينفد وأن الحاجة أصبحت ملحّة لتحرك عالمي حقيقي وشامل.

تم نسخ الرابط