حسام محرم يحذر: تغير المناخ لم يعد خطرًا بيئيًا فقط بل اقتصاديًا شاملًا| فيديو
حذّر الدكتور المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة سابقًا، من أن ظاهرة التغيرات المناخية تجاوزت حدود القلق البيئي لتصبح تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد العالمي، نتيجة لتأثيرها المباشر على الموارد الطبيعية التي تُعد أساس كل الأنشطة الاقتصادية.
وأوضح حسام محرم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اقتصاد مصر" على قناة أزهري، أن هذه الظاهرة البيئية التي باتت متسارعة الحدوث، ستُفضي إلى خسائر اقتصادية هائلة حول العالم، تختلف شدتها من دولة لأخرى بحسب طبيعتها الجغرافية وقدرتها على التكيّف مع التغيرات المناخية.
كوارث متكررة تكبّد العالم
وأشار حسام محرم إلى أن الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ – مثل الفيضانات، السيول، الأعاصير، والحرائق – أصبحت أكثر تكرارًا وحدة خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية في كثير من الدول، وتكبيد الاقتصادات خسائر بمليارات الدولارات سنويًا.
وأوضح حسام محرم أن هذه الكوارث لا تقتصر على الدول النامية فقط، بل طالت أيضًا دولًا كبرى ومتقدمة، حيث شهدت أوروبا سلسلة من الفيضانات الكارثية، وتعرضت باكستان لسيول مدمّرة، كما شهدت الإسكندرية في مصر عواصف غير مسبوقة، ما يؤكد أن الخطر المناخي أصبح عالميًا لا يستثني أحدًا.
الزراعة والأمن الغذائي
لم تقتصر تحذيرات حسام محرم على الأضرار المباشرة، بل امتدت إلى تأثيرات بعيدة المدى تمسّ قطاعات حيوية مثل الزراعة والغذاء. وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر الأنماط المناخية يؤديان إلى تلف المحاصيل وتراجع الإنتاجية الزراعية، مما يهدد التركيب المحصولي في العديد من الدول.
وأضاف حسام محرم أن هذا التأثير يشكل تهديدًا استراتيجيًا للأمن الغذائي العالمي، خاصة في الدول التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل والغذاء، لافتًا إلى أن التغير المناخي قد يتسبب في نقص الغذاء وارتفاع أسعاره عالميًا، وهو ما يفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في العديد من المناطق.
دعوة لتكثيف جهود
وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور حسام محرم إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة آثار التغير المناخي، ليس فقط من خلال الحد من الانبعاثات الحرارية، بل أيضًا عبر برامج تكيف فعالة تراعي خصوصية كل دولة.
وشدد حسام محرم على أن مواجهة هذه الظاهرة باتت مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، وتحديث البنية التحتية، وتطوير نظم الإنذار المبكر، أصبحت من أولويات الأمن القومي العالمي.
