عاجل

الطيب يد العون لأهل القطاع وشوكة على المحتل|مواقف مضيئة لشيخ الأزهر في حرب غزة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

تتعالى أصوات الاحتلال وإعلامه وزبانيته تنديدًا بمواقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورغم المحاولات البائسة لتشويه صورة الإمام الطيب ومن قبله الموقف المصري الداعم لحقوق الأشقاء ورفض تهجير أهالي غزة وتلبيسها بالباطل وحشد الرأي العام للتظاهر ضد القاهرة باعتبارها محاصر ومجوع، تبرهن ردود الفعل الصهيونية الغاضبة من مصر وأزهرها أننا أصحاب الحق وغيرنا الباطل وأهله.

حيث واصلت وسائل الإعلام الصهونية هجومها على مؤسسة "الأزهر الشريف"، بسبب البيان اللاذع الذي انتقد أفعال الصهاينة في قطاع غزة، رغم إيثار الأزهر حذفه من أجل استكمال المفاوضات وإنقاذ الأهالي وتحمله تبعات ذلك من المتاجرين.

 الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
 الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

شاهد من أهلها.. اعتراف صهيوني بموقف الأزهر تجاه أهالي غزة

حيث قال موشيه إلعاد عقيد احتياط بالجيش الإسرائيلي، لصحيفة "معاريف" العبرية، إن هناك عناصر رئيسية تقود الخط المعادي لإسرائيل في مصر، وأن أولئك الذين يقودون عادة الحملات المعادية لإسرائيل هم رجال الدين من مؤسسة الأزهر الشريف، وعلى رأسهم الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يشكل مرجعية دينية وسياسية يحترمها الكثيرون، مضيفًا: "حوالي 110 ملايين مصري يستمعون ويطيعون فتاوى الأزهر، ومنذ بداية حرب غزة الجارية في السابع من أكتوبر 2023، ازدادت حدة الخطاب الديني ضد إسرائيل، حيث أصبحت جامعة الأزهر بمثابة وزارة خارجية موازية في مصر".  

ووسط الهجوم الصهيوني لا ينفك علماء الأزهر وطلابه فضلًا عن إمامهم الأكبر التأكيد على الموقف النابع من الجذور المصرية والإسلامية فضلًا عن العربية في دعم الحق ونصرة أهله، فكان لأمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور عباس شومان مقولته: «الصهاينة غاضبون على الأزهر وشيخه، وزعلانين من وصفهم بالعدو الصهيوني، ولا أعرف بماذا نصفهم علشان زعلهم يزيد فهو يسعدنا».

مواقف مضيئة للإمام الأكبر 

شيخ الأزهر الذي لا يتوانى في مناسبة إلا وتحدث عن غزة علل ذلك بقوله: «الحديث عن معاناة أهل غزة يثير الألم والحزن في النفوس بما يمثله من جرح ينزف في ضمير الإنسانية»، مشددًا: «الوقت قد حان لاتحاد الأمة الإسلامية والالتفاف حول القضية الفلسطينية التي أصبحت اليوم قضية العالم، ولن نجد استقرارًا في الشرق الأوسط، بل في العالم كله».

الأزهر وطوفان الأقصى

الأزهر في السابع من أكتوبر 2023 حيى بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي، مطالبًا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. 

وشد الأزهر على قلوب وأيادي الشعب الفلسطيني الأبيِّ الذي بث فينا الروح والثقة وأعاد لنا الحياة بعد أنْ ظنَنَّا أنها لن تعود مرة أخرى، ويدعو الله أنْ يرزقهم الصبر والصمود والسكينة والقوة، مؤكدًا أن كل احتلال إلى زوال إنْ آجلاً أم عاجلاً، طال الأمد أو قصر.

صرخة حزينة ونداء مكلوم

بيان الأزهر المحذوف حمل صرخة حزينة ونداءً مكتومًا لأصحاب الضمائر الحيَّة ‏من أحرارِ العالم وعقلائِه وحكمائِه وشرفائه مِمَّن لا يزالون يتألمون من وَخزِ الضمير، ويؤمنون بحرمة ‏المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم وعلى أبسطِ حقوقهم في المساواة بغيرهم ‏من بني الإنسان في حياةٍ آمنة وعيش كريم، من أجلِ تحركٍ عاجلٍ وفوريٍّ لإنقاذِ أهل غزة من هذه المجاعة ‏القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قُوَّةٍ ووحشيةٍ ولا مبالاة لم يعرف التاريخُ لها مثيلًا من قَبل، ونظنه لن ‏يعرف لها شبيهًا في مستقبل الأيام. ‏

الضمير الإنساني هو ما خاطبه الأزهر في بيانه حيث أكد أن الإنسانية اليوم على المحكِّ وهي ترى آلاف الأطفال والأبرياء ‏يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاذ الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقَّقٍ. ‏مطالبًا بإدخال المساعدات الإنسانية ‏والإغاثية بشكلٍ فوريٍّ، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة ‏استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.‏

إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء

ومع محاولة البعض استثمار بيان الأزهر الذي تم العدول عنه للهجوم على موقف الدولة المصرية وأزهرها تجاه القضية الفلسطينية، كشف المركز الإعلامي للأزهر الشريف، حقيقة ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة.

البيان الصادر عن الأزهر أشار إلى أن هذا القرار جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين، وأن الأزهر الشريف قد بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها.

وشدد البيان أن الأزهر آثر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميا في غزة، وأملا في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم، داعيًا بكل صدق ومسؤولية أمام الله، أن يُنزل على أهل غزة مزيدا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام، إنه وليّ ذلك والقادر عليه .

قافلة عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» محملة بآلاف الأطنان من المواد ‏الغذائية والإغاثية في طريقها إلى غزة‏

بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المشرف العام على بيت الزكاة ‏والصدقات، يستمر بيت الزكاة في القيام بدوره في تقديم الدعم الإنساني لأهلنا في قطاع غزة في مواجهة ‏الظروف الكارثية التي يمرون بها، في ظل استمرار العدوان على القطاع وتعرض الشعب الفلسطيني في ‏القطاع لمجاعة خانقة ومأساة إنسانية غير مسبوقة.‏

وتوجَّه بيت الزكاة والصدقات«بيت الزكاة والصدقات» بالقافلة الحادية عشرة من المساعدات الإنسانية ضمن حملته الدولية «أغيثوا ‏غزة»، حيث تسير القافلة متوجهة إلى قطاع غزة، محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية، ‏إلى جانب 1000 خيمة مجهزة بالكامل لتوفير الإيواء للأسر الفلسطينية التي فقدت مساكنها جراء العدوان.‏

وتأتي هذه القافلة استمرارًا لسلسلة القوافل الإغاثية التي أطلقها البيت منذ بداية العدوان على القطاع، والتي ‏بلغ عددها عشر قوافل حتى الآن، ‏حيث تولي القافلة الحادية عشرة اهتمام خاصًّا باحتياجات المرأة والطفل، في ظل ما يتعرض له أهل القطاع من ‏النساء والأطفال من تهجير ومعاناة شديدة ونقص في الموارد.

وتشمل المساعدات أدوية ومستلزمات طبية ‏أساسية وألبان أطفال وحفاضات ومنتجات العناية الصحية، بالإضافة إلى ملابس وبطاطين ومواد غذائية ‏جافة ومعلبات، ومياه صالحة للشرب، بهدف توفير سبل الحياة الكريمة للشرائح الأكثر ضعفًا في القطاع.‏

الأزهر لا يتوانى عن تقديم الدعم إلى غزة

تطرَّق فضيلته خلال لقاء سفراء مصر الجدد في 27 دولة حول العالم، قبل أيام، إلى الحديث عن مأساة غزة، وما يعيشه أهلها من معاناة لم نرَ مثلها في التاريخ المعاصر، مشيرًا إلى أن غزة، وعلى مدار ما يقرب من عامين كامليْنِ، تتعرَّض للإبادة بشتى الوسائل؛ كالقتل والتجويع والقصف والتهجير وغيرها، والعجيب أننا نجد من يبرِّر هذه المأساة الإنسانية، وهو ما أدِّى إلى فقدان من يبررونها الظهير الذي يستندون إليه من مزاعم حماية حقوق الإنسان وغيرها من الدعاوي الزائفة التي لا تساوي الحبر الذي كُتبت به، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم الدعم إلى غزة، والتعريف بما يعانيه أهلها من مأساة، بجانب إرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر "بيت الزكاة والصدقات"؛ باعتباره جزءًا من دور الأزهر تجاه نصرة إخواننا هناك.

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

الاعتراف الدولي بدولة فلسطين والمطالبة بإيجاد حل عادل وشامل للقضية 

وأصدر اليوم، مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن ترحيبه بإعلان دول مالطا وكندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وأيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو عزمهم الاعتراف بدولة فلسطين.

وأكد مجلس حكماء المسلمين أنَّ توالي إعلان عدد من الدول حول العالم دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني يمثل خطوة تاريخية ومهمة على طريق تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته التي طالت لعقود، داعيا العالم أجمع إلى إقرار  حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن دعمه لكافة الجهود العربية والدولية، التي تستهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مجددًا دعوته المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فاعلة لوقف العدوان على قطاع غزة، وحماية المدنيين الأبرياء، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ووقف مخططات التهجير وسياسات التجويع بحق الشعب الفلسطيني المقهور.

تم نسخ الرابط