عالية المهدي: سعر الفائدة الحقيقي في مصر من الأعلى عالميًا ويعطّل الاستثمار

قالت الدكتورة عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق بجامعة القاهرة، إن سعر الفائدة الحقيقي في مصر يُعد من بين الأعلى عالميًا، وهو ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام الاستثمار والتنمية الاقتصادية.

وخلال حوارها مع الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" المذاع على قناة النهار، أوضحت عالية المهدي أن الفائدة الاسمية تبلغ نحو 20% للمدخرين و24% للمقترضين، ومع معدل تضخم يبلغ 11%، فإن الفائدة الحقيقية تصل إلى 9%، وهو معدل غير مسبوق في كثير من دول العالم.

ارتفاع الفائدة يعطّل الإنتاج 

وأضافت عالية المهدي أن هذا المستوى المرتفع من الفائدة يخلق بيئة طاردة للاستثمار، حيث يجد المستثمرون صعوبة في تحقيق عوائد مجزية تكفي لتغطية تكلفة التمويل، مما يؤدي إلى تجميد المشروعات، أو الاتجاه إلى رفع الأسعار لتعويض الخسائر.

وشددت عالية المهدي على أن هذا الوضع يُسبب ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج المحلي، ويُضعف من قدرته التنافسية سواء في السوق المحلي أو في التصدير للأسواق الخارجية، لافتة إلى أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، والمملكة العربية السعودية تحافظ على معدلات فائدة منخفضة تتراوح بين 3% و5%، بما يُحفز النمو والاستثمار.

دعوة لخفض الفائدة تدريجيًا 

وأشارت عالية المهدي إلى أن الحل يكمن في إعادة النظر في السياسة النقدية الحالية، وخفض أسعار الفائدة تدريجيًا، بما يتوافق مع معدلات التضخم، وليس الإبقاء على أسعار فائدة مرتفعة بشكل دائم.

وأكدت عالية المهدي أن خفض الفائدة سيُنعش حركة الاستثمار، ويزيد من معدلات الإنتاج، ويساهم في خفض الأسعار في الأسواق المحلية، مما ينعكس بشكل مباشر على تحسين معيشة المواطنين.

هروب رؤوس الأموال الأجنبية

وفي الوقت ذاته، اعترفت عالية المهدي بوجود تخوفات من بعض الجهات من أن يؤدي خفض الفائدة إلى انسحاب رؤوس الأموال الأجنبية الساخنة، إلا أنها شددت على أن الاستقرار الاقتصادي الحقيقي يجب أن يكون مبنيًا على استثمارات إنتاجية دائمة، وليس على الأموال قصيرة الأجل الباحثة عن العائد المرتفع.

واختتمت عالية المهدي حديثها بالتأكيد على أن الإصلاح الحقيقي للاقتصاد المصري يجب أن يوازن بين السيطرة على التضخم، وتحفيز الاستثمار، ودعم الإنتاج المحلي، مؤكدة أن الاستمرار في السياسة النقدية المتشددة يحمل آثارًا سلبية على المدى الطويل.