عاجل

أوروبا تتأرجح بين الاعتراف بفلسطين وبين استخدامه كورقة ضغط لإنهاء الحرب|خاص

الدكتور تمارا حداد
الدكتور تمارا حداد

صرّحت الكاتبة والباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد، أن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين داخل الاتحاد الأوروبي تسير في اتجاهين متباينين، يعكسان تباين الرؤى والأهداف السياسية لكل دولة على حدة.

وقالت حداد في حديث خاص لموقع «نيوز رووم» "بريطانيا، على سبيل المثال، لا تنظر إلى الاعتراف كقيمة بحد ذاته، بل تستخدمه كأداة ضغط سياسية لفرض واقع جديد على الأرض. فهي تربط الاعتراف بوقف الحرب في قطاع غزة وإنهاء العنف في الضفة الغربية، وترى أن أي اعتراف يجب أن يأتي بعد ترتيب سياسي واضح بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تمهيدًا لمسار مفاوضات يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية."

وأشارت إلى أن هذا التوجه البريطاني يعكس منطق التأجيل والتشروط، في مقابل نهج فرنسي أكثر وضوحًا.

تعزيز الشرعية الدولية وتكريس مبدأ حق تقرير المصير

وأضافت: "فرنسا تتعامل مع الاعتراف من زاوية مختلفة تمامًا، إذ تراه ضرورة لتعزيز الشرعية الدولية وتكريس مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. وهي تنطلق من قناعة بأن الوقت قد حان لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، والحد من حالة التوتر المتصاعدة عبر خطوات دبلوماسية فاعلة تبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية."

ورقة ضغط على إسرائيل

وأكدت حداد أن الاتحاد الأوروبي لا يتحدث بصوت واحد، بل هناك دول تستغل الاعتراف كورقة ضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، ودول أخرى تتبنى الاعتراف كخطوة مبدئية لتطبيق قرار حل الدولتين على الأرض.

وتابعت: "بعض الدول الأوروبية أيضًا بدأت تتخذ خطواتها نحو الاعتراف نتيجة ضغوط اقتصادية وسياسية، أبرزها الضرائب المفروضة من قبل الولايات المتحدة، ما دفعها إلى السعي لتبني قرارات دبلوماسية أحادية تعكس استقلالها السياسي وتتماشى مع مصالحها الإقليمية."

وختمت حداد بالقول: "الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين لم يعد مجرد موقف رمزي، بل تحوّل إلى أداة استراتيجية تتقاطع فيها المبادئ الأخلاقية مع الحسابات الجيوسياسية. ونحن أمام لحظة مفصلية قد تعيد تشكيل المواقف الدولية تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي."

 

تم نسخ الرابط