المولد النبوي | كلامه نور وبيانه حكمة.. وقفات في هدي النبي

يمثّل الهدي النبوي الشريف المنهاج الكامل الذي ارتضاه الله تعالى لعباده من خلال سيرة نبيّه محمد ﷺ، وهو التطبيق العملي لرسالة الإسلام في واقع الحياة‘ فقد جاء النبي ﷺ ليكون قدوة وأسوة في كل شأن من شؤون الدنيا والآخرة، فقال تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" [الأحزاب: 21].
المولد النبوي.. كلامه نور وبيانه حكمة
والهدي النبوي لا يقتصر على الشعائر التعبدية، بل يشمل جوانب الحياة كافة، من العقيدة والسلوك والمعاملة، إلى الرحمة بالناس، والعدل في الحكم، والرفق بالحيوان، والتوازن في الأسرة، والتخطيط في الإدارة، والقيادة في المجتمع. فهو هدي رباني يحمل في طياته الرحمة والهداية، ويُصلِح الفرد والمجتمع إذا ما تمسك به واهتدى بنوره.
لقد أُوتي رسول الله ﷺ جوامع الكلم، فكانت كلماته القليلة تحمل معاني عظيمة، تدخل القلوب قبل الآذان، وتُدركها الأرواح قبل الأفهام. وكان أسلوبه صلى الله عليه وسلم في الحديث يجمع بين الوضوح والإيجاز، وبين الجاذبية والوقار، فلا يملّه سامع، ولا يخطئه فهم.
وقد نقلت لنا كتب السيرة والسنة أوصافًا دقيقة لهذا الهدي النبوي الفريد، من طريقة حديثه، ونبرة صوته، وتكراره للكلام عند الحاجة، وابتسامته أثناء الحديث، مما يُجسّد رحمته وحرصه على إيصال المعنى بكل محبة وحكمة.
وتميّز النبي محمد صلى الله عليه وسلم بكمال الخلقة وكمال الخُلق، وكان كلامه نورًا وهداية، ومظهرًا من مظاهر إعجازه الشخصي، الذي أيده الله به، فاجتمعت فيه الفصاحة والبلاغة، والسلاسة والوضوح، والحكمة البالغة. لم يكن حديثه مجرد كلمات تُقال، بل كان درسًا في التربية، ومنهجًا في البلاغ، وروعة في الأسلوب والمضمون.