عاجل

تحذير طبي.. مضاعفات نادرة للإنفلونزا تتزايد بين الأطفال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت مواسم الإنفلونزا الشديدة، في السنوات الأخيرة عن خطر غير معروف نسبيًا لدى الأطفال المصابين بالفيروس وهو مرض دماغي نادر يُعرف باسم التهاب الدماغ التنكسي الحاد (ANE)، وهو حالة سريعة التطور تُسبب تورمًا مفاجئًا في الدماغ، ويُعتقد أن الفيروس يُحفّز الجهاز المناعي على رد فعل مفرط.

 

من أعراض خفيفة إلى مضاعفات قاتلة

يمكن أن يتحول الطفل المصاب من أعراض إنفلونزا بسيطة إلى نوبات عصبية، غيبوبة، أو حتى الوفاة خلال أيام قليلة، وغالبًا ما يكون هؤلاء الأطفال في صحة جيدة قبل الإصابة.

 

ارتفاع غير معتاد في الحالات

عادةً ما يُشخّص هذا المرض الالتهابي لدى عدد محدود من الأطفال سنويًا، لكن في شهري يناير وفبراير الماضيين، لاحظ أطباء الأعصاب لدى الأطفال زيادة غير معتادة في الحالات، مما دفعهم إلى تبادل الملاحظات.  
وقالت الدكتورة مولي ويلسون-مورفي من مستشفى بوسطن للأطفال: "بدأنا نتواصل مع الزملاء في أنحاء البلاد ونتلقى ردودًا سريعة تؤكد أنهم أيضًا يشهدون هذه الحالات".

هذا التعاون أدى إلى أول دراسة موسعة متعددة المراكز حول حالات ANE في الولايات المتحدة، ونُشرت البيانات في مجلة JAMA بمشاركة أكثر من 60 طبيبًا.

 

تفاصيل الحالات

- تم تسجيل 41 حالة خلال موسمي الإنفلونزا الماضيين، معظم الأطفال كانوا في سن الخامسة تقريبًا.  
- في 27% من الحالات، توفي الأطفال خلال ثلاثة أيام نتيجة ضغط شديد في أنسجة الدماغ.  
- من نجا منهم لمدة ثلاثة أشهر غالبًا ما عانى من مضاعفات طويلة الأمد مثل صعوبة المشي أو الأكل، ونوبات مستمرة.

غياب بروتوكول علاجي واضح

نظرًا لندرة المرض، لا يوجد علاج موحد له. معظم الأطفال تلقوا مزيجًا من الستيرويدات، مضادات الفيروسات، الغلوبولين المناعي الوريدي، أو تبادل البلازما (يشبه الغسيل الكلوي).

 

موسم قاتل للأطفال

يأتي هذا التقرير بعد أحد أكثر مواسم الإنفلونزا فتكًا بالأطفال في الولايات المتحدة، حيث سُجلت 266 حالة وفاة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، منها ثلاث حالات في يونيو ويوليو، خارج الموسم المعتاد.

بدأت CDC بتتبع حالات ANE منذ فبراير بعد تلقي تقارير غير رسمية من الباحثين، وكتب الدكتور *تيموثي أويكي* في افتتاحية الدراسة أن "المراقبة الوطنية متعددة السنوات ضرورية لفهم مدى انتشار المرض وتحديد عوامل الخطر المحتملة".

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أهمية لقاح الإنفلونزا

أكد الباحثون أهمية تلقي الأطفال للقاح الإنفلونزا سنويًا، إذ أن 6 فقط من أصل 41 طفلًا مصابًا بـ ANE كانوا قد تلقوا اللقاح.  
وقالت ويلسون-مورفي إن الأطفال الذين أصيبوا بـ ANE سابقًا معرضون لخطر الإصابة به مجددًا عند العدوى المستقبلية بالإنفلونزا.

ومع ذلك، فإن نسبة الأطفال الذين يتلقون اللقاح في انخفاض، حيث لم تتجاوز 55% في موسم 2023-2024، وهي أدنى نسبة منذ أكثر من عقد.  
ومن بين الأطفال الـ 266 الذين توفوا بسبب الإنفلونزا، لم يكن 90% منهم قد تلقوا اللقاح بالكامل.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتطعيم جميع الأطفال من عمر 6 أشهر فما فوق سنويًا، ويفضل قبل نهاية أكتوبر.  
أما الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح من قبل، فقد يحتاجون إلى جرعتين بفاصل شهر.

علامات التحذير من ANE

في بدايته، يُشبه ANE أعراض الإنفلونزا المعتادة: حمى مرتفعة (بمعدل 39.4 درجة مئوية)، التهاب الحلق، سعال، قيء أو إسهال.  
لكن خلال يومين من بدء الأعراض، يُلاحظ تغير واضح في الحالة الذهنية للطفل، مثل النوبات العصبية، ضعف شديد، وخمول غير معتاد.

تقول ويلسون- مورفي: "السلوك يختلف عن الخمول المعتاد المصاحب للإنفلونزا، الطفل لا يتحسن حتى بعد تناول خافضات الحرارة، ولا يتفاعل بشكل طبيعي"، مضيفة  "تشعر الأم بأن هناك شيئًا غير طبيعي. يجب على الآباء الاستماع إلى حدسهم وعرض أطفالهم على الطبيب فورًا عند ملاحظة أي خلل عصبي".

تم نسخ الرابط