«فتح»: مصر تبذل جهودًا كبيرة لوقف إطلاق النار وحماس تعرقل المسار الوطني

في حوار مطول مع قناة "القاهرة الإخبارية"، كشف الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، عن التطورات الدولية الأخيرة المتعلقة بـ القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الدعم الدولي المتصاعد يمثل انتصارًا تاريخيًا للأمة العربية والفلسطينية.
وأشار التلولي إلى أن الحراك الدبلوماسي المكثف الذي قادته السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بدعم فاعل من مصر والسعودية والأردن، كان وراء الدفع نحو اعتراف متزايد بالدولة الفلسطينية من قبل عدد من الدول الأوروبية المؤثرة، مثل فرنسا وبريطانيا، والتي ستسهم بشكل كبير في تعزيز موقف القيادة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي.
فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
وأوضح أن هذه الخطوات تأتي في وقت حرج تعيشه القضية الفلسطينية في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تهدف إلى ضم الأراضي وتهويدها وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بالإضافة إلى استمرار حصار قطاع غزة واحتجاز أموال المقاصة، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى إصدار مواقف أكثر دعمًا لفلسطين.
وحول التداعيات الإنسانية والسياسية، وصف التلولي ما يتعرض له قطاع غزة من حملة إبادة جماعية بـ "التحدي الأكبر" الذي يتطلب استمرار الجهود الدبلوماسية لإصدار اعترافات دولية إضافية تدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.
صعوبة المفاوضات
كما أشار إلى أن الرئيس محمود عباس يوجه رسالة شكر رسمية باسم الشعب الفلسطيني للدول التي قدمت الدعم والمساندة للقضية، معتبرًا أن هذه الوقفة الدولية تدعم المسار الدبلوماسي الذي ترعاه السلطة الفلسطينية، رغم صعوبة المفاوضات التي يشرف عليها الوسطاء.
وعن دور الفصائل الفلسطينية، أكد التلولي أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لمصلحة الشعب الفلسطيني، معربًا عن قلقه من استمرار حركة حماس في المناورات السياسية وتأجيل الحلول، التي تعرقل جهود السلام وتضر بالموقف الفلسطيني، خاصة في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ورفضه أي تسوية عادلة.
وأكد التلولي أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لدفع وقف إطلاق النار، لكنها للأسف تواجه تعنتًا من طرفي النزاع، حيث يستغل الطرفان الصراع كورقة للمصالح السياسية، بينما يدفع الشعب الفلسطيني الثمن.
وفي ختام تصريحاته، نوه إلى رفض معظم الدول والشعوب العربية لسياسات حماس، التي لا تزال تبتعد عن المسار الوطني والعربي الموحد، وتعرقل خطة تمكين السلطة الفلسطينية وإعادة قطاع غزة إلى الإطار السياسي العربي، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية لتجاوز الأزمات وتحقيق السلام العادل.