خبير جيولوجي: زلزال روسيا من بين أقوى الزلازل الحديثة |فيديو

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الزلزال العنيف الذي ضرب قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، هو واحد من أقوى ستة زلازل وقعت في العصر الحديث، حيث بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر.
وأوضح محمد فهيم، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الزلزال تسبب في موجات تسونامي هائلة، امتدت لتصل إلى سواحل كاليفورنيا وولاية هاواي الأميركية، وهو ما يعكس قوته الجيولوجية وتأثيره المدمر على مناطق بعيدة من مركزه.
تسونامي المحيط الهادئ
أشار محمد فهيم إلى أن أمواج التسونامي لا تتكون في البحار المغلقة، بل تحتاج إلى مساحات مفتوحة كالمحيطات لتتشكل وتندفع لمسافات شاسعة، كما حدث في المحيط الهادئ.
وأضاف محمد فهيم أن هذا النوع من الزلازل قد يؤدي إلى كوارث إنسانية واقتصادية واسعة، خاصة عندما تضرب موجات تسونامي المدن الساحلية دون إنذار كافٍ، مسببًا أضرارًا هائلة في البنى التحتية والمرافق العامة.
وبحسب فهيم، فإن امتداد تأثير التسونامي إلى الولايات المتحدة يؤكد أننا أمام حدث جيولوجي كبير ذو تبعات عالمية.
اليابان تعلّق محطاتها النووية
في سياق متصل، دفع الزلزال العنيف الحكومة اليابانية إلى تعليق تشغيل العديد من محطاتها النووية الواقعة على طول سواحل المحيط الهادئ، تحسبًا لوقوع أضرار مماثلة لما حدث خلال كارثة فوكوشيما النووية عام 2011.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن السلطات أصدرت تحذيرات من تسونامي شملت مناطق واسعة من البلاد، خاصة بعد أن وقع الزلزال تحت سطح البحر، وهو ما يزيد من احتمالية تشكل أمواج مدمرة قد تصل إلى السواحل خلال ساعات.
وتعيش اليابان حالة تأهب قصوى، في ظل مخاوف من انهيارات أرضية أو أضرار بالبنية التحتية النووية، وهو ما يعيد إلى الأذهان الكارثة التي خلفت آلاف القتلى والنزوح الجماعي قبل أكثر من عقد.
زلازل العصر الحديث
بحسب محمد فهيم، فإن زلزال روسيا الأخير يحتل المرتبة السادسة عالميًا بين أقوى الزلازل المسجلة في العصر الحديث، ما يعزز الحاجة إلى تحسين أنظمة الإنذار المبكر وزيادة التعاون الدولي في مجال الرصد الزلزالي والتغيرات المناخية.
كما شدد محمد فهيم على ضرورة أن تكون هناك خطط استجابة طارئة شاملة لدى الدول الواقعة على المحيطات والمناطق الزلزالية النشطة، نظرًا لتزايد احتمالات تكرار مثل هذه الكوارث في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

زلزال روسيا الأخير يمثل ناقوس خطر جديد لما يمكن أن يحدث من كوارث جيولوجية عابرة للقارات، وسط تحذيرات متصاعدة من موجات تسونامي مدمرة وارتباك عالمي في التعامل مع تداعياته. وبينما تتأهب اليابان وتغلق محطاتها النووية، تتصاعد الدعوات لتكثيف الاستعدادات الدولية لمواجهة الكوارث الطبيعية القادمة.