مصطفى الفقي: السيسي وجّه رسالة ثابتة بشأن فلسطين.. ومصر ليست طرفًا في الحصار
قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير عن القضية الفلسطينية كان رسالة واضحة ومختصرة، مفادها أن موقف مصر ثابت ولا يتغير مهما اشتدت التحديات أو تعقدت الأوضاع، مشددًا على أن القاهرة ظلت دائمًا على العهد في دعم الحقوق الفلسطينية.
مصر ثابتة على مواقفها
وخلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" على قناة MBC مصر، أوضح مصطفى الفقي أن الرئيس السيسي قدّم عبر حديثه تأكيدًا واضحًا بأن مصر ليست من الدول التي تتلون مواقفها أو تسعى خلف المصالح المؤقتة، وإنما تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة.
وأضاف مصطفى الفقي أن هذه الرسالة جاءت في توقيت حساس للرد على شائعات مغرضة انتشرت خلال الفترة الماضية في بعض وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، تتهم مصر زورًا بأنها شاركت في حصار قطاع غزة، وهو ما نفاه الرئيس بشكل قاطع.
الرد على شائعات الحصار
أوضح مصطفى الفقي أن حديث الرئيس السيسي وضع النقاط على الحروف، وأزال اللبس حول دور مصر، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تعمل بشكل يومي على إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة عبر معبر رفح، إلى جانب وساطتها المستمرة لوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين.
وقال مصطفى الفقي: "الرئيس تحدث بوضوح، ليؤكد أن ما يحدث في غزة لا دخل لمصر فيه، وأن الدولة المصرية لم تكن يومًا سببًا في معاناة الشعب الفلسطيني، بل كانت دومًا سندًا له".
نتنياهو يروّج لدوره
وانتقل مصطفى الفقي للحديث عن الدور الإسرائيلي في الصراع، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لتقديم نفسه للغرب على أنه "حائط السد" الذي يحمي الشرق الأوسط من الإرهاب، وهو ما جعله يحظى بدعم غير محدود من بعض القوى الغربية.
وأضاف مصطفى الفقي: "نتنياهو يروّج لنفسه أمام الغرب على أنه الدرع الواقي ضد ما يسميه التهديدات الإسلامية، ونجح في إقناع بعض الدول بذلك، رغم الجرائم الإنسانية التي ترتكبها حكومته في قطاع غزة والضفة الغربية".
تسفيه المواقف الأوروبية
كما تطرق الدكتور مصطفى الفقي إلى التحولات الدولية في مواقف بعض الدول تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى إعلان فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية مؤخرًا، وهو ما وصفه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنه "كلام فارغ".
وقال مصطفى الفقي إن هذا التعليق يكشف اللامبالاة الأمريكية الرسمية تجاه الحقوق الفلسطينية، ويعكس رؤية ضيقة تتجاهل عمق القضية الفلسطينية وتعقيداتها التاريخية والسياسية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية "أكبر بكثير مما يتخيل البعض"، وأن التعامل معها يجب أن يكون من منطلق واقعي يستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وليس بناءً على مصالح آنية أو رؤى سياسية منحازة.
