عاجل

مصطفى الفقي: حديث السيسي عن القضية الفلسطينية رسالة بأن مصر لا تغير مواقفها

مصطفى الفقي
مصطفى الفقي

أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن القضية الفلسطينية رسالة مختصرة بأن مصر لا تغير مواقفها وعلى العهد دائما، وصاحبة موقف ثابت وواضح ورائحة تجاه القضية الفلسطينية.

وأضاف الفقي، في لقاءه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، عبر شاشة أم بي سي مصر، أن حديث الرئيس السيسي يرد على شائعة خبيثة جداً انتشر خلال الأيام الأخيرة في عدد من بلدان العالم تتهم مصر بأنها شاركت في حصار غزة، موضحا أن حديث الرئيس بشكل مباشر عن القضية الفلسطينية يكشف أن الذي يحدث ليس لنا دخل فيه.

وتابع: "عندما أعلنت فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسفيه الموقف وقال عنه "كلام فارغ"، موضحاً أن القضية الفلسطينية أكبر وأعمق مما تتخيل وإسرائيل لديها اهداف مبرى، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يروج أنه حائط سد للشرق الأوسط أمام الغرب ونجح في ذلك.

 

وفي وقت سابق أكد الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي المعروف، أن مصر تظل دولة ذات كاريزما تاريخية وجغرافية فريدة، تجمع بين عبق الحضارات القديمة وروح العصر الحديث، مشيرًا إلى أن تأثيرها الإقليمي والدولي ينبع من تركيبتها المتجانسة، وقيمها الثقافية والدينية التي تقوم على التسامح وقبول الآخر.

وقال الفقي، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس":  تمتعت مصر عبر تاريخها الطويل بكاريزما خاصة، إذا جاز التعبير، فهى دولة يلتقى فيها التاريخ والجغرافيا، الزمان والمكان، كما أنها تضم خليطًا متجانسًا من السكان حتى لو تعددت مصادره وتباينت أصوله".

 

وأضاف: إنها دولة متميزة فى شمال حوض النيل وشرقى حوض البحر المتوسط، كما أنها تمثل للعقل الغربى – خصوصًا - أكبر شاهدٍ على تاريخ الإنسان وتجسد الروح الشرقية فى الوقت ذاته هى مصدر إلهامٍ منذ بزوغ فجر التوحيد، فضلاَ عن الميراث الحضارى الكبير الموجود فوق أرضها والمتراكم على تربتها، ممثلاً لرقائق من عصورٍ تعاقبت لعل أبرزها الفرعونى والرومانى واليوناني، فضلاَ عن احتضانها الديانات السماوية وحفاوتها بالإسلام بعد المسيحية حيث أفاق الوعى المصرى دائمًا على منطق التعددية وقبول التنوع لشعبٍ لا يعرف التعصب بطبيعته، ولا يتعاطى الرؤى العنصرية بل يؤمن أنه سبيكة متجانسة ترتكز على قيم التسامح وحب الغير والحفاوة بالآخر".

 

مصطفى الفقي: المصريون لا يتباهون بوطنهم من فراغ

وأردف: لذلك كله ولغيره أصبح لمصر مكانة دولية فريدة وأضحى موقعها متألقًا مع تعاقب الحضارات وتتابع الثقافات واستقرار الديانات، فإذا اتجهنا إلى وضعها الإقليمى فسوف نجد أنه قيادى فى الحروب العادلة ريادى فى صنع السلام والحفاظ عليه، وإذا كان البعض لا يدرك الدور الحقيقى لمصر فذلك لأنها دولة لاتجيد الصخب ولا تهوى الصراخ، إنما هى قابعة فى سلام إلى جوار غيرها فى الزاوية الشمالية الشرقية من القارة الإفريقية، وظلت كالعهد بها منارًا للمعرفة وهادية للبصيرة وكاشفة للرؤية داعية إلى استقرار المنطقة وسلامها، سواء كان ذلك للشرق الأوسط أو غرب آسيا وشمال إفريقيا بشكل عام، وظلت الانتماءات المتعددة للسبيكة المصرية متاحة للجميع".

 

وتابع الفقي: فكانت مصر بحق هى أرض اللجوء الإقليمى يسعى إليها كل من يطلب الحماية والأمان ويفر من الاضطهاد والطغيان، لجأت إليها العائلة المقدسة نتيجة بطش الحاكم الرومانى، وظل مسار تلك الرحلة المباركة علامة مضيئة فى تاريخ المسيحية الأولي، وهى ذاتها مصر التى استقبلت آل البيت فى القرن الأول الهجرى حتى أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المكوّن الدينى والاجتماعى للشخصية المصرية، ولابد أن أعترف هنا أن العرب عامة والمسلمين خاصة يدركون القيم الروحية للمزاج المصرى العابر للأديان والمذاهب والمؤثر دائمًا فى حياة مصر والمصريين الذين ارتبطوا بالنيل العظيم حيث تجسدت على ضفافه رموز الحضارات وبزغت شموس المعرفة".

 

مصطفى الفقي: مصر لم تعرف التعصب واستقبلت العائلة المقدسة وآل البيت

وأكمل: وهنا استأذن القارئ للإشارة بإيجاز إلى ملاحظات ثلاث ترتبط بمصر مكانة ودورًا ومصيرًا، وأعنى بها: أولاً: قد يكون المصريون متهمين بشيء من (الشيفونية) التى تجعل اعتزازهم بوطنهم مبالغا فيه أحيانًا، والرد على ذلك هو أن حب المصريين لوطنهم ليس نتيجة نزعة عنصرية أو رؤية ذاتية، بل هو نتاج لقرون طويلة عرف فيها المصرى أنماط الاختلاف من حوله رغم الاتفاق حوله فأطلق عليها الكثيرون أسماءً متعددة فى مقدمتها «أم الدنيا» و«المحروسة» و«الكنانة»، ولذلك ظل بريقها متوهجًا لا يخبو أبدًا رغم تعاقب الانتصارات والانكسارات، ورغم الظروف الدولية والاقتصادية الصعبة والمشكلات الإقليمية الحادة". 

تم نسخ الرابط