كيف تحمي أسرتك؟.. رائدة مكافحة الفيروسات الكبدية تُجيب

أوضحت الدكتورة منال حمدي، رائدة مكافحة الفيروسات الكبدية في مصر، أن بدايات مشوارها في هذا التخصص النادر تعود إلى عام 1990، حيث اختارت أن تكون رسالتها للدكتوراه حول فيروس "سي" بعد اكتشافه حديثًا آنذاك، مشيرة إلى أن نسب الإصابة بين الأطفال متعددي نقل الدم كانت تتجاوز 90%، وهو ما دفعها للتركيز على هذا الملف شديد الأهمية.
"حملة 100 مليون صحة" كان نقطة تحول فارقة
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "إكسترا نيوز"، أشارت الدكتورة منال إلى أن انخراطها في "حملة 100 مليون صحة" كان نقطة تحول فارقة، موضحة أن الحملة نجحت في إجراء مسح طبي لما يقرب من 17 مليون طفل في المدارس منذ عام 2019، واكتشاف نحو 20 ألف حالة إصابة بفيروس "سي" بين الأطفال، تم علاجهم جميعًا بالكامل، في إنجاز كبير على طريق القضاء على الفيروس.
ونوهت إلى أن الحفاظ على خلو البلاد من فيروس "سي" يتطلب الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية التي تتبعها الدولة، وعلى رأسها ضمان سلامة الدم المقدم للمرضى، وتعزيز إجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية، فضلًا عن وعي المواطنين بمخاطر مشاركة الأدوات الشخصية مثل أدوات الحلاقة وفرش الأسنان والحقن غير المعقمة.
تحذيرات من تنامي خطر "الكبد الدهني" لدى الأطفال
وفي سياق متصل، حذرت حمدي من تنامي خطر "الكبد الدهني" لدى الأطفال، واصفة إياه بـ"الوباء القادم"، مشيرة إلى أن أنماط التغذية غير الصحية، مثل الاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والمقليات، تمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة الكبد لدى الأطفال، ودعت الأسر إلى تعديل العادات الغذائية، مؤكدة أن التغذية السليمة تُعد وقاية فعالة وتوفر على الأسر تكاليف علاجية مستقبلية.
كما أكدت على أهمية إدخال التوعية الصحية ضمن المناهج الدراسية لتعليم الأطفال منذ الصغر أسس الحفاظ على الصحة العامة، مطالبة بزيادة حملات التثقيف في المدارس والجامعات والنوادي، ومشيرة إلى أن الشباب يمثلون 60% من المجتمع المصري، ولهم دور محوري في نشر الوعي بين أفراد أسرهم.
تقديم الدعم المستمر للأطباء الشباب
وفيما يخص الكوادر الطبية، شددت على ضرورة تقديم الدعم المستمر للأطباء الشباب، سواء من خلال التدريب أو توفير بيئة عمل محفزة تساعدهم على تطبيق ما تعلموه، قائلة إن الطبيب لا يخدم نفسه فقط، بل يؤدي رسالة مجتمعية بالغة الأهمية.
ونوهت إلى أهمية تعزيز برامج التطعيمات الوطنية، مؤكدة أن مصر تتفوق على العديد من الدول في التغطية التطعيمية للأطفال، إلا أنها دعت إلى دراسة إدراج لقاحات إضافية مثل الروتا والمكورات الرئوية والتهاب الكبد "أ" لمزيد من الحماية، لا سيما في ظل المخاطر الصحية الموسمية في فصل الصيف، مشددة على أهمية النظافة الشخصية والعامة كخط دفاع أول لمنع انتشار الأمراض المعدية.