عاجل

حروب الجيل الخامس والإخوان.. باحث: الإعلام هو السلاح الأخطر ضد وعي المصريين

الإخوان
الإخوان

قال الدكتور حسام الغمري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين يعتمد على أذرع متعددة لتحقيق أهدافه، منها الأذرع السياسية، الإرهابية، والإعلامية. 

وأكد أن الذراع الإعلامي يعد الأخطر والأكثر تأثيرًا، حيث تحوّل من مجرد وسيلة تواصل إلى غرفة لإدارة "حرب نفسية منظمة ومخططة" ضد المواطن المصري، تستهدف عقله ووجدانه بشكل مباشر.

وأوضح الغمري، في لقاء خاص مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، أن هذه الحرب النفسية ليست عشوائية أو مرتجلة، بل تعتمد على دراسات علمية متقدمة تنفذها مؤسسات بحثية دولية، منها مؤسسة "راند" الشهيرة التي تضم أكثر من 1300 باحث وخبير.

استراتيجيات متقدمة

وأشار إلى أن هذه المؤسسة قامت بتطوير استراتيجيات متقدمة تُعرف بـ "حروب الجيل الرابع والخامس"، والتي تعتمد على استخدام أدوات الإعلام والتقنيات النفسية للتأثير في الجماهير بشكل دقيق ومنهجي، مستهدفين بذلك المجتمع المصري والعقل الجمعي له.

وأكد الغمري أن هذه الحرب النفسية تُدار بطريقة ممنهجة تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن وتشكيك المواطن في مؤسسات الدولة، مشددًا على أهمية مواجهة هذه الحملات الإعلامية بمواجهة فكرية واعية ومنهجية تواكب تطورات العصر.

الاستهداف العاطفي المنظم

وبيّن أن هذه الحروب تعتمد على "الاستهداف العاطفي المنظم"، الذي يشبه العبوات الناسفة في ميدان المعركة، وهو أخطر أدوات الهدم النفسي المعاصر.

وتابع، أنّ الإعلام المعادي في الخارج يستخدم مشاهد مأساوية – مثل ما يحدث في غزة – لتحريك المشاعر الإنسانية الفطرية لدى المواطن المصري، ثم يقوم بتضخيم هذه المشاهد وتبني روايات العدو التي تُحمّل الدولة المصرية المسؤولية عنها، وهو ما يهدف إلى خلق شعور عام بالإحباط والغضب يدفع المواطن في نهاية المطاف إلى تبني موقف عدائي تجاه بلده دون أن يدرك أنه يُستخدم كأداة ضمن خطة موجهة.

تفكيك الجبهة الداخلية

وأكد، أنّ الهدف النهائي من هذه الحملات هو تفكيك الجبهة الداخلية من دون إطلاق رصاصة واحدة، مؤكداً أن الإعلام المعادي هو مشروع سياسي وأمني بامتياز ممول بأموال طائلة، لكنه في النهاية يظل أقل تكلفة من الحروب العسكرية المباشرة.

واستشهد الغمري بمقولة منشورة في موقع "الناتو ريفيو" تفيد بأن "التآكل النفسي المنظّم يُمكّننا من تدمير الدول دون أن نطلق رصاصة واحدة".

وفي وقت سابق، قال الإعلامي حسام الغمري، إن اللغة المبتذلة التي تُستخدم في الحوار السياسي والإعلامي في مصر تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الأجيال القادمة، وأن اللغة المنحطة باتت سمةً بارزة في الخطاب العام، مشيرًا إلى أن المصريين شعب مهذب وقور منذ العصور الفرعونية، وكانوا يتمتعون بأخلاقيات عالية في التعامل مع السياسة.

تم نسخ الرابط