احتجاجات أوروبية تُعيد تشكيل المواقف السياسية تجاه فلسطين |فيديو

تحدث الدكتور رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، عن التحولات المتسارعة التي تشهدها مواقف الدول الأوروبية إزاء القضية الفلسطينية، خاصة عقب مؤتمر الأمم المتحدة الذي ناقش حل الدولتين.
ضغط شعبي متزايد داخل أوروبا
وأوضح أن هذه التغيرات جاءت مدفوعة بضغط شعبي متزايد داخل أوروبا، حيث شهدت عشرات المدن مظاهرات واسعة احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية"، حيث أكد د. رمضان أن هذه الاحتجاجات الجماهيرية أثرت بوضوح على النخب البرلمانية، مشيرًا إلى أن عشرات النواب في البرلمان البريطاني تقدموا بطلب للتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما اعتبره "تطورًا خطيرًا" تحاول حكومة زعيم المعارضة كير ستارمر احتوائه من خلال تبني موقف أقرب إلى فرنسا، مع الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في ملفات الشرق الأوسط.
زيارة ماكرون للقاهرة
وفي سياق متصل، أبرز د. أبو جزر أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، والتي شملت العريش والقاهرة، شكّلت نقطة تحول بارزة في السياسة الفرنسية تجاه المنطقة.
وأضاف أن ماكرون عاد من زيارته محملاً بالدعم المصري لتوجه أوروبي-عربي جديد، يهدف إلى إعادة ضبط التعامل مع إسرائيل، بالإضافة إلى مخاطبة الإدارة الأمريكية باعتبارها اللاعب الرئيس القادر على فرض قيود على حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وأشار د. رمضان إلى أن فرنسا فقدت ثقتها في حكومة بنيامين نتنياهو قبل زيارة ماكرون، لكن الزيارة عززت الرؤية الجديدة، مؤكدة على الحاجة إلى ضغط جماعي أوروبي على واشنطن من أجل تحقيق تقدم في المسار الفلسطيني-الإسرائيلي.
التعامل مع الإدارات الأمريكية
وفي وقت سابق، قال الدكتور رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للدراسات، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمتلك خبرة طويلة في التعامل مع الإدارات الأمريكية، إلا أن العلاقة مع الرئيس دونالد ترامب شكّلت تحالفًا استثنائيًا، استفاد منه نتنياهو سياسيًا وأمنيًا إلى أقصى حد.
هدية من السماء
وأضاف أبو جزر، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو يعتبر ترامب بمثابة "هدية من السماء"، إذ وفّر له غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا واسعًا، دعم من خلاله خططه وممارساته دون شروط أو تحفظات، وهو ما لم يكن متاحًا من قبل.