هل ينجح مؤتمر الأمم المتحدة في إحياء حل الدولتين؟.. خبير يجيب

أوضح الدكتور يحيى قاعود، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن الموقف الإسرائيلي الرافض لمؤتمر "حل الدولتين" يمثل انتهاكًا صريحًا للقرارات الدولية، لا سيما تلك الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ توليه منصبه في 2009، أعلن صراحة رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية أو حتى الحكم الذاتي، واستمر على هذا النهج حتى تصاعد العدوان الأخير على قطاع غزة.
الخطاب الإسرائيلي يتمحور حول التهجير
وأشار الدكتور يحيى خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن الخطاب الإسرائيلي، سواء من الحكومة أو المعارضة، لا يدور حول "القضاء على حماس" كما يُروج، بل يتمحور حول التهجير، وإعادة بناء المستوطنات في غزة، وضم الضفة الغربية بشكل علني، موضحًا أن الإعلام الإسرائيلي يروج لمصطلحات مثل "الضم" و"إعادة الانتشار" بشكل متكرر، وهو ما يعكس توجهًا سياسيًا يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها.
ونوه الباحث إلى أن انعقاد مؤتمر دولي بهذا الحجم، بحضور نحو 50 دولة، بينهم ممثلون عن مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة، يُعد بحد ذاته خطوة إلزامية أخلاقية وسياسية ضد ما تمارسه إسرائيل من سياسات عدوانية، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يشكل رفضًا جماعيًا لسلوك الدولة العبرية على الصعيدين الميداني والقانوني.
مواقف الدول الغربية
وفيما يتعلق بمواقف الدول الغربية، أشار قاعود إلى أن هناك بوادر تحول ملحوظ، لا سيما بعد تصريحات فرنسية تؤكد بدء مرحلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد تلحق بها أكثر من 10 دول غربية خلال الفترة المقبلة، وهو ما من شأنه إحداث تأثير داخلي في إسرائيل التي تواجه بالفعل موجة احتجاجات وتوترات داخلية متزايدة.
كما أوضح أن بريطانيا، التي كانت تاريخيًا أحد أبرز الداعمين لإقامة دولة إسرائيل، بدأت تتجه نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، وهو تطور رمزي وسياسي مهم. مشيرًا إلى أن هذا الرفض المتصاعد للسياسات الإسرائيلية لا يأتي من معسكر واحد، بل من قوى متعددة، بما فيها دول كانت تاريخيًا حليفة لتل أبيب.
الاحتلال لم يكتفي برفض فصائل المقاومة كحماس
وتابع الباحث أن الاحتلال لم يكتفِ برفض فصائل المقاومة كحماس، بل يعمل بشكل منهجي على تدمير السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، أي أنه يرفض فعليًا أي شريك في عملية التسوية، سواء كان دبلوماسيًا أو سياسيًا، مضيفا أن السلطة الفلسطينية، رغم الحصار وتجميد الرواتب لنحو 50 يومًا، بدأت تستعيد دعمًا دوليًا تدريجيًا، في مؤشر على أن الجهود الدولية بدأت تُثمر.