خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يصلح لدور«المفتى»| فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى يمثل خطرًا كبيرًا على الوعي الديني، مشيرًا إلى أن هذه التقنية، رغم تطورها السريع، لا يمكنها الإحاطة بمقاصد الشريعة أو فهم النصوص الدينية بعمقها الإنساني والفقهي.
وأوضح الجندي، خلال برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة dmc، أن الفتوى ليست مجرد معلومة تُستخرج من قاعدة بيانات، وإنما تحتاج إلى عقلية فقهية مدربة، تدرك سياقات النص، وتراعي حال المستفتي وظروفه الاجتماعية والنفسية.
تجربة شخصية تكشف "سذاجة"
وسرد خالد الجندي واقعة شخصية أجراها بنفسه، قائلًا: "أردت أن أختبر ذكاءه، فسألته: هاتلي فعل أمر أوله ياء من القرآن الكريم. فكان رده: لا يوجد، لأن فعل الأمر لا يبدأ بحرف الياء!".
وتابع خالد الجندي: "أجبته بأن هذا خطأ، والدليل قوله تعالى في سورة طه: يسّر لي أمري، و(يَسِّر) فعل أمر يبدأ بحرف الياء. فصمت الذكاء الاصطناعي، واعترف بخطئه، وقال إنها أول مرة يلاحظ ذلك!".
وعلّق خالد الجندي ساخرًا: "قلت له ربنا يستر على الباقي!"، في إشارة إلى غياب التحقق اللغوي والشرعي الدقيق لدى أنظمة الذكاء الاصطناعي.
الفتوى تحتاج عقلًا راجحًا
وشدد خالد الجندي على أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع إصدار الفتاوى لأنه يفتقر إلى ما وصفه بـ"العقل الراجح والقلب الرحيم"، مؤكدًا أن المفتي لا بد أن يكون ملمًا بأحوال الناس، ومدركًا لموازين الشريعة في ما يتعلق بالبدائل والمشقة والضرورات.
وأضاف خالد الجندي: "الدين لا يُدار بالفهلوة، بل بالعلم والفهم والرحمة، وهذه أمور لا تُبرمج في خوارزميات".
الذكاء الاصطناعي مفيد
وأوضح خالد الجندي أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا في الأمور الحياتية اليومية مثل معرفة الوقت، والمسافات، والأسعار، لكنه لا يرقى إلى مستوى الفهم الفقهي للنصوص، خاصةً أن الحكم الشرعي يتغير بتغير الزمان والمكان والظروف، وهي اعتبارات بشرية بحتة.
وأكد خالد الجندي أن إحالة الناس إلى الذكاء الاصطناعي في أمور الفتوى قد تفتح بابًا للفوضى، وتقود إلى انحرافات دينية يصعب تداركها، قائلًا: "لا بد من مفتي راشد، دارس، يتسم بالأمانة العلمية والإنسانية".
مناقشة التحديات الفقهية
وتأتي تصريحات خالد الجندي قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يومي 12 و13 أغسطس المقبل، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ويشارك في المؤتمر ممثلون من 80 دولة إسلامية، بهدف بحث تأثير التقنيات الحديثة على الإفتاء، وسبل إعداد كوادر دينية قادرة على الجمع بين العلم الشرعي ومواكبة العصر.

مصر تواصل ريادتها
واختتم خالد الجندي حديثه بالدعاء لمصر، قائلاً: "اللهم احفظ مصر ووفق علمائها ومفتيها، وأيد رئيسها، واجعل هذا المؤتمر خطوة نحو ضبط الخطاب الديني، وصون عقول الناس من فوضى الفتاوى الرقمية".
وأكد خالد الجندي أن مصر، من خلال مؤسساتها الدينية وعلى رأسها دار الإفتاء، تواصل دورها الريادي في قيادة الأمة نحو التوازن بين الثوابت الدينية ومتغيرات العصر الرقمي.