خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي .. والفتوى تحتاج قلبًا رحيمًا| فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الفتوى لا يمكن أن تصدر عن أدوات الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت دقتها وقدراتها، مشددًا على أن "الذكاء الاصطناعي يقدّم معلومة، لكنه لا يصدر فتوى".
وأوضح الجندي، خلال ظهوره في حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، أن الفتوى الشرعية تحتاج إلى عقل راجح، وقلب رحيم، وفقيه يدرك الواقع ويستوعب ظروف الناس، وهو ما لا تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي محاكاته، مهما تطورت برمجته.
الفقيه يراعي الرحمة والمآلات
وأضاف، أن المفتي الحقيقي لا يعتمد فقط على النصوص، بل يستحضر روح الشريعة ومقاصدها، ويُقدّر المشقة، ويُراعي اختلاف النفوس والظروف الاجتماعية، ويتعامل بحكمة مع الحالات المتنوعة، كتعنت الزوجين أو اضطرابات الحياة المعاصرة.
وقال خالد الجندي: "هذه مهارات إنسانية وعلمية معقدة، لا يمكن اختزالها أو حوسبتها في معادلات برمجية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يفتقر للوعي الإنساني، والبعد القيمي والأخلاقي الذي تحتاجه الفتوى في كثير من المسائل.
الذكاء الاصطناعي .. سلاح ذو حدين
ورغم تحفّظه على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، أشاد خالد الجندي، بفائدته في تقديم المعلومات العامة مثل معرفة الوقت، الوزن، الطول، السعر، المواقع، والمسافات، موضحًا أنه سلاح ذو حدين: مفيد في المعلومات السطحية، لكنه لا يملك العمق الشرعي ولا الفقه المقارن ولا القدرة على التفصيل في مسائل الأحوال الشخصية أو المعاملات المعقدة.
وأضاف خالد الجندي، أن الفتوى مسؤولية عظيمة تستلزم التدرّب على أصول الفقه، ومقاصد الشريعة، وقواعد الاجتهاد، ولا يمكن أن تُمنح لتقنية تفتقر إلى الضمير، والإدراك الاجتماعي والشرعي.
الفتوى والذكاء الاصطناعي
وفي هذا السياق، أشاد خالد الجندي، بمبادرة الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الذي طرح قضية "علاقة الفتوى بالذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياها بأنها قضية شديدة الأهمية والخطورة، تستحق البحث العلمي والنقاش المؤسسي.
وأشار، إلى أن هذه القضية ستكون محورًا رئيسيًا ضمن أعمال المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي سيُعقد يومي 12 و13 أغسطس المقبل، تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مصر تقود العالم الإسلامي
وأكد خالد الجندي، أن انعقاد المؤتمر على أرض مصر يعكس استمرار الريادة المصرية في مجال الإفتاء، وضبط الخطاب الديني بما يواكب المتغيرات التكنولوجية، دون التفريط في ثوابت العقيدة وأصول الشريعة.
وتابع خالد الجندي قائلًا: "مصر دائمًا في الطليعة، وعلماؤها هم حراس الوسطية والاعتدال، وهذه المؤتمرات تمثل خطوات حقيقية نحو حماية الدين والعقل والمجتمع من فوضى الفتاوى والتقنية غير المنضبطة".

دعاء في ختام الحلقة
وفي ختام حديثه، توجه الشيخ خالد الجندي بالدعاء: "اللهم احفظ مصر، ووفق علماءها ومفتيها، وأيد رئيسها، واجعل هذا المؤتمر خطوة مباركة على طريق حفظ الدين من الابتذال، والعقل من التلاعب، والمجتمع من الفوضى الرقمية والمعرفية"، مؤكدًا أن صناعة المفتي الرشيد في هذا العصر تتطلب جهودًا تكاملية بين الفقه، والعلم، والتقنية، ولكن دون أن يُفقد للإنسان حضوره وروحه وبصيرته.