بعد 20 عامًا من الشلل.. امرأة تستعيد القدرة على الكتابة بفضل شريحة «نيورالينك»

في تطور طبي غير مسبوق، تمكنت امرأة مشلولة تمامًا منذ 20 عامًا من استعادة القدرة على الكتابة والتحكم في الكمبيوتر بفضل شريحة "نيورالينك" الدماغية الثورية، وهذه اللحظة التاريخية تمثل قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا الطبية، وتعيد الأمل للكثيرين ممن يعانون من إعاقات جسدية.
شريحة نيورالينك تحقق المعجزة
أودري كروز، البالغة من العمر 36 عامًا، تمكنت من استخدام الكمبيوتر والكتابة مرة أخرى بعد أن زرعت شريحة صغيرة بحجم عملة معدنية في قشرتها الحركية.
وبعد الحادث المروع الذي تعرضت له عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، والتي أدت إلى شلل كامل في جسدها، أصبحت هذه اللحظة بمثابة استعادة لحريتها الشخصية، الآن، بفضل هذه التقنية المبتكرة، يمكنها تحريك مؤشر الفأرة والتحكم في الشاشة عبر التفكير فقط.
كيف تعمل الشريحة الدماغية؟
الشريحة التي تم زرعها في دماغ أودري تترجم الإشارات العصبية إلى أوامر رقمية، مما يسمح للمستخدم بالتفاعل مع العالم الرقمي عن طريق التفكير، ويتكون الجهاز من شبكة عصبية دقيقة تحتوي على 128 خيطًا رفيعًا مليئًا بالمئات من الأقطاب الكهربائية التي تلتقط النشاط الكهربائي في الدماغ. هذه الإشارات تُرسل إلى الكمبيوتر عبر تقنية البلوتوث، مما يتيح لأودري التحكم في جهاز الكمبيوتر والكتابة.
الابتكار الطبي والتحديات التقنية
ورغم أن هذه التقنية توفر إمكانيات غير محدودة، فإنها لا تخلو من التحديات. مثلما حدث مع أول مريض خضع للتجربة، قد تظهر مشاكل تقنية، مثل انكماش الخيوط الدقيقة أو صعوبة في نقل الإشارات بشكل مستقر.
ورغم ذلك، يعد الإنجاز الذي حققته أودري خطوة هامة نحو المستقبل. فقد أثبتت أن الشريحة لا تقتصر على استعادة القدرة على الكتابة فقط، بل يمكن استخدامها أيضًا في الرسم، حيث بدأت أودري في رسم قلوب وأزهار وأقواس قزح باستخدام هذه التقنية المبتكرة.

قصة أودري: بداية جديدة للأمل
أودري نفسها لم تتمكن من إخفاء فرحتها بعد أن استطاعت استعادة جزء من استقلاليتها. في تعليقها المؤثر على منصة "إكس"، قالت: "لم أتخيل هذا حتى في أحلامي الجامحة".
وتعد هذه الكلمات بمثابة شهادة على القوة التي تمنحها التكنولوجيا الحديثة للإنسان في مواجهة تحديات الحياة، ورغم أن أودري لم تستعد الحركة الجسدية بالكامل، إلا أن قدرتها على التواصل والتحكم في الكمبيوتر تمنحها أملًا جديدًا في الحياة.
عصر جديد من التقدم الطبي
تعتبر هذه التجربة جزءًا من رحلة العلماء في تطوير التقنيات الطبية التي قد تُمكّن الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية من استعادة وظائفهم الحركية أو التواصلية.
ومع استمرار البحث والتطوير في هذا المجال، فإن المستقبل يعد بمزيد من الإمكانيات التي قد تمحو الحدود بين الجسد البشري والعالم الرقمي، مما يسهم في فتح آفاق جديدة لأشخاص مثل أودري وغيرهم.