تطوير آليات التشغيل وتعزيز فرص العمل.. رؤية شاملة لمستقبل سوق العمل
يمثل تطوير آليات التشغيل وتعزيز فرص العمل اللائق ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ففي ظل التحديات العالمية المتزايدة والتغيرات المتسارعة في سوق العمل، بات من الضروري تبني استراتيجيات متكاملة تهدف إلى توفير فرص عمل كريمة تتناسب مع تطلعات الأفراد ومتطلبات الاقتصاد الحديث.
لماذا يُعد العمل اللائق أولوية؟
يُعرف العمل اللائق بأنه عمل منتج يتم في ظروف من الحرية والمساواة والأمن والكرامة الإنسانية، ويشمل الحصول على أجر عادل، وبيئة عمل آمنة وصحية، وحماية اجتماعية، وفرصًا للتنمية الشخصية والمهنية يُسهم العمل اللائق في تحسين مستويات المعيشة: يوفر الدخل الكافي الذي يمكن الأفراد من تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين نوعية حياتهم ،يقلل من الفقر والتهميش، ويُسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافًا، ودفع عجلة النمو الاقتصادي: يزيد من الإنتاجية ويُحفز الابتكار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الكلي.
محاور رئيسية لتطوير آليات التشغيل
يتطلب تطوير آليات التشغيل نهجًا متعدد الأبعاد يضم عدة محاور أساسية منها الاستثمار في رأس المال البشري وتنمية المهارات في عالم يتطور بسرعة، تتغير متطلبات سوق العمل باستمرار لذا، من الضروري تطوير أنظمة التعليم والتدريب المهني و يجب أن تكون المناهج الدراسية والبرامج التدريبية متوافقة مع احتياجات السوق الحالية والمستقبلية، مع التركيز على المهارات الرقمية، والمهارات الشخصية (مثل حل المشكلات والتفكير النقدي)، والمهارات المتخصصة.
وتشجيع الأفراد على مواصلة التعلم واكتساب مهارات جديدة طوال حياتهم المهنية، من خلال برامج تدريبية مرنة ومتاحة وربط التعليم بسوق العمل: تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لضمان تلبية مخرجات التعليم لاحتياجات أصحاب العمل وتحفيز الاستثمار وخلق فرص العمل:
يُعد القطاع الخاص المحرك الرئيسي لخلق فرص العمل. لذا، ينبغي توفير بيئة أعمال جاذبة: تبسيط الإجراءات، وتخفيض البيروقراطية، وتقديم حوافز للاستثمار المحلي والأجنبي.
التحديات والفرص
تواجه عملية تطوير آليات التشغيل تحديات عدة، مثل: الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، والتوسع في الاقتصاد غير الرسمي ومع ذلك، هناك فرص واعدة تتمثل في: النمو السكاني الذي يمثل قوة عاملة شابة، والإرادة السياسية نحو الإصلاح، والتقدم التكنولوجي الذي يُمكن أن يُسهم في خلق فرص عمل نوعية،إن العمل على تطوير آليات التشغيل وتعزيز فرص العمل اللائق ليس مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لضمان مستقبل مزدهر ومستقر للجميع.
