"جفعاتى".. من مرتزقة لعصابات الهاجاناه إلى صفوف جيش الاحتلال لضرب الفلسطينيين

كشفت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية أن 80% من قادة لواء جفعاتي قتلوا أو جرحوا خلال الحرب على قطاع غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023 على خلفية إطلاق حركة حماس لعملية طوفان الأقصى.
إنشاء لواء جفعاتي
وفي أواخر عام 1947، أسست منظمة الهاجاناة لواء مشاة جفعاتي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم تحول بعد ذلك ليتبع القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، ويترأس اللواء قائد برتبة مقدم ويعد أحد ألوية النخبة في الجيش، ويتمركز حول غزة وشارك فى الاجتياحات البرية للقطاع عامي 2008 و2009 وعام 2014 وكذلك عام 2023.
وكانت النواة الأولى لجيش الاحتلال منظمة تسمى الهاجاناه، والتي أنشئت عام 1920، بهدف احتلال الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود فيها، وتدريب الأفراد المنضمين إليها على عمليات الحراسة والدفاع عن المستوطنات، بالإضافة إلى أمور أخرى تصب في احتلال فلسطين.
وفي نهاية عام 1947 أنشأت منظمة هاجاناه 4 ألوية تابعة لها، وأصبحت بعد ذلك 6 ألوية، وكان منها "لواء رقم 5″في منطقة تل أبيب، وهو الاسم السابق للواء جفعاتي، وكلفت قيادة المنظمة القائد فيها وفي سرايا الصاعقة شمعون أفيدان بإنشاء اللواء، وكان اسم جفعاتي هو الاسم السري لشمعون أفيدان، لذا حمل اللواء اسمه.
جفعاتي والإبادة ضد الفلسطينيين
شارك لواء جفعاتي في عمليات قتل الفلسطينيين وتهجيرهم عند حدوث النكبة فى 1948 فنفذ عمليات انتقامية ضد قرى تل الريش في يافا، وشارك في المعارك التي هدفت لاحتلال يافا والقرى المحيطة بها، واشتبك مع الثوار العرب في المعركة التي عرفت باسم معركة هاتكفا، كما شارك في عمليات تهجير القرى الفلسطينية التي أطلقتها الهاجاناه، ومن هذه العمليات:
1 – عملية مكابى 5 مايو 1948
2- عملية نحشون وهارئيل فى الفترة بين 5-20 إبريل 1948
مفترق جفعاتي
وحارب اللواء في شمال النقب بقيادة "يهودا والاش"، وتركزت مهمة اللواء في السيطرة على عدة مناطق في النقب، منها مفترق عُرف لاحقا باسم مفترق جفعاتي، وفي شهر سبتمبر من العام ذاته أقيمت مسيرة استعراضية لألوية الجيش، التي شاركت في إحتلال مناطق الجنوب والنقب، وكان منها لواء جفعاتي.
وبعد ما يقارب من 10 سنوات من تأسيس اللواء صدر قرار بحلّه، بعد ذلك بـ3 أشهر قررت قيادة جيش الإحتلال الإسرائيلي إعادة تشكيله تحت اسم "اللواء 17″، وحمل حينها اسم "جفعاتي"، ثم تم تحويله إلى اللواء الخامس ليكون ضمن ألوية الاحتياط.
وشارك اللواء فى حرب 1967 وشارك أيضاً فى حرب 1973 أمام الجيش المصرى بقي اللواء بعدها على هيئته تلك حتى حرب لبنان نوفمبر 1982، إذ أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق رافائيل إيتان بإعادة إنشاء اللواء، لحاجة الجيش لقوة مشاة إضافية، وكانت مهمات اللواء تتركز على العمليات الأمنية ودوريات الحراسة على الحدود وتأمين مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان كان اللواء يتمركز عند الحدود اللبنانية وفي منطقة قطاع غزة ، لكن بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 أصبح جزءا من القيادة الجنوبية ويتمركز في منطقة القطاع فقط.
ينقسم لواء جفعاتي إلى مجموعة من الوحدات والكتائب العاملة فيه، وتتميز وحداته وكتائبه بأنها تحمل أسماء لا أرقاما كما هي العادة مع بقية الألوية، وأقسام اللواء هي:-
1 – كتيبة "شاكيد"
كتيبة شاكيد (424)، أعيد تأسيسها في عام 1978، وكانت كتيبة مستقلة في القيادة الجنوبية. تم تشكيلها من الفرقة المدرعة 519، والغراب المدرع، وفرقتين نحال متناوبتين. في عام 1983، كانت الكتيبة هي الأولى التي تم ضمها إلى لواء جفعاتي المتجدد، استمرارًا لمسار دورية شاكيد. تتكون الكتيبة من خمس سرايا: القيادة، وسرية المسار وسرية بنادق المشاة، وسرية الدعم وسرية العمليات.
2- كتيبة "تسبار"
وهي الكتيبة 432، اسمها مستمد من نبات الصبار الصحراوي، وتصل فترة الإعداد للانضمام إلى هذه الكتبية 4 أشهر للجندي المستجد، يليها شهران للتدريب المتقدم. وشاركت الكتيبة في عمليات قتالية مختلفة، لكن بعد الإنتفاضة الثانية عام 2000 تركز عملها في قطاع غزة.
3- كتيبة "روتيم"
كتيبة روتم (435) هي الكتيبة الأصغر بين الكتائب الثلاث في اللواء. تأسست الكتيبة في عام 1984 شعار الكتيبة هو روتيم، وهو اسم شجيرة روتيم التي تنمو في الصحراء وتلتصق بقوة بالأرض.
4- كتيبة الإستطلاع "شولاى شيمشون" وهي الكتيبة 846 من القوات الخاصة، وتنقسم إلى: وحدة "أوريف" وهي سرية تختص بالأسلحة المضادة للدروع، ووحدة "بالتشين" وتعمل في مجال الهندسة العسكرية، ووحدة الاستطلاع "بالسار"، ووحدة "بالتشيك" للاتصالات الخاصة.
شعار اللواء
يمثل شعار اللواء صورة لنبتة صبار في الصحراء، وفي منتصفها سيف يحيط به ثعلب أحمر، في إشارة إلى أن اللواء كالصبار يعيش في الصحراء، وأنه "كالثعالب" قادر على المراوغة والخديعة.
مشاركته في الحروب على غزة
شارك اللواء في الاجتياحات البرية التي شنتها قوات الاحتلال على مدينة غزة، وهي:-
1 - حرب عام 2008-2009
وهي الحرب التي سمتها إسرائيل "عملية الرصاص المصبوب" وسمتها المقاومة "معركة الفرقان"، وتركزت مشاركة لواء جفعاتي في المرحلة الثانية من الهجوم، التي أعقبت مرحلة القصف الجوي.
2- حرب 2014
وهي الحرب التي سمتها إسرائيل "عملية الرصاص المصبوب" وسمتها المقاومة "معركة الفرقان"، وتركزت مشاركة لواء جفعاتي في المرحلة الثانية من الهجوم، التي أعقبت مرحلة القصف الجوي، ومن جرائم الحرب التي إرتكبها اللواء في هذه الحرب محاصرة قرية خزاعة الزراعية التي تقع قرب خان يونس، ثم دخلت إليها عناصر من اللواء ومنعت السكان من مغادرتها على الرغم من انعدام مقومات الحياة فيها من غذاء وماء، كما نفذ جنود اللواء إعدامات ميدانية للمدنيين الذين كانوا يلوحون برايات بيضاء.
3- حرب 2023
شارك لواء جفعاتي في الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة عقب معركة "طوفان الأقصى" التي خاضها رجال المقاومة ضد إسرائيل.
وتركزت مشاركة اللواء في المرحلة الثانية من الحرب كان اللواء من ضمن القوات التي اجتاحت قطاع غزة بهجوم بري، وقد قتل عدد من جنوده وفق اعترافات إسرائيل.
ففي مطلع شهر نوفمبر 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 من جنوده منهم 7 من لواء جفعاتي كانوا في مدرعة "النمر" إثر استهدافها من طرف كتائب القسام بصاروخ موجه من طراز "كورنيت".
كما أعلن بعد عدة أيام من الشهر ذاته مقتل 3 جنود من لواء جفعاتي، من دون توضيح كيفية استهدافهم .