فرنسا تدعو الاتحاد الأوربي بالضغط على إسرائيل بالقبول بحل الدولتين

دعت فرنسا، الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل القبول بحل الدولتين، في تصعيد جديد من باريس ضمن جهودها لوقف الحرب الدموية الجارية في غزة، وذلك بعد أيام من إعلانها نية الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
مستقبل حل الدولتين
وخلال مؤتمر رفيع المستوى عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول مستقبل حل الدولتين، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، المفوضية الأوروبية إلى لعب دور فاعل في التأثير على الحكومة الإسرائيلية، من خلال التعبير بوضوح عن توقعات الاتحاد الأوروبي، وتقديم وسائل ملموسة لتحفيز إسرائيل على التفاعل الإيجابي مع هذا المسار.
وأكد بارو أن هناك "توافقاً دولياً" على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، مشددًا على أن الوقت قد حان لتحويل الأقوال إلى أفعال، وأوضح أن المؤتمر، الذي شارك فيه ممثلون عن 125 دولة من بينهم 50 وزيراً، يسعى إلى وقف التآكل المستمر في فرص تطبيق حل الدولتين، الذي لطالما اعتُبر السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتزامنت دعوات باريس مع تأكيد فرنسي على ضرورة أن يطالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل برفع التجميد عن نحو 2 مليار يورو من أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وإنهاء الآلية العسكرية التي تُستخدم حالياً لإيصال الغذاء إلى قطاع غزة، والتي تسببت في مقتل المئات، بحسب بارو.
الاتحاد يدرس فرض عقوبات جديدة على إسرائيل
بدورها، أكدت دوبرافكا شويسا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، أن الاتحاد يدرس فرض عقوبات جديدة على إسرائيل، داعية إلى ضرورة الإفراج عن الأموال الفلسطينية، وتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة. كما رحبت بخطط السلطة الفلسطينية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام، مؤكدة استمرار الدعم الأوروبي للسلطة، بتمويل يقدر بـ161.6 مليار يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ورغم الدعم الأوروبي المتزايد لحل الدولتين، رفضت كل من إسرائيل والولايات المتحدة المشاركة في المؤتمر، حيث وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"غير المقبول" أمنياً وقومياً، في حين اعتبرته الخارجية الأمريكية "غير مثمر وفي غير توقيته"، ورفضت المشاركة فيه، معتبرة أنه يهدف فقط إلى إعطاء "مظهر زائف من الأهمية"، على حد وصف المتحدثة باسمها.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن، قبل انعقاد المؤتمر، عن نية بلاده الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في خطوة من شأنها أن تُحدث تحوّلًا في الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية.