عاجل

تصريحات خليل الحية تُشعل الجدل: يروّج لرواية تخدم إسرائيل وتشوه الدعم المصري

خليل الحية
خليل الحية

أثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها خليل الحية، القيادي البارز في حركة "حماس"، بشأن تحميل الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، مسؤولية تعطل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، موجة واسعة من الغضب والانتقادات من قبل خبراء ومحللين سياسيين، اعتبروها بمثابة "تشويه متعمد" للدور المصري والعربي في دعم القضية الفلسطينية، وتصب – بشكل مباشر أو غير مباشر – في خدمة الاحتلال الإسرائيلي.

تصريحات خليل الحية أثارت موجة من الانتقادات من قبل خبراء يرون أنها تمثل خطرًا حقيقيًا على وحدة الموقف العربي في دعم غزة، كما تفتح الباب أمام الاحتلال للتنصل من مسؤوليته عن الحصار والمعاناة المستمرة في القطاع.

وفي ظل هذا الجدل، تؤكد الدولة المصرية عبر مواقفها وتحركاتها أنها لن تتأثر بمحاولات التشويه، وستواصل دعمها للفلسطينيين من منطلق وطني وإنساني، بعيدًا عن حسابات الفصائل أو المناورات الإعلامية.

إبراهيم الدراوي: الحية يروّج لرواية تخدم إسرائيل

وقال إبراهيم الدراوي، الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، إن تصريحات الحية تمثل انزلاقًا خطيرًا في الخطاب السياسي الفلسطيني، وتُسهم في تشويه الموقف العربي، وعلى رأسه الموقف المصري، الذي قدم منذ اندلاع الأزمة دعمًا ثابتًا ومبدئيًا للقضية الفلسطينية.

وأوضح الدراوي أن تحميل مصر مسؤولية تعطل المساعدات هو قلب للحقائق، مضيفًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الحقيقي في هذه الأزمة، من خلال فرضه حصارًا خانقًا على غزة وتعطيله المتعمد لحركة المعابر، وعلى رأسها معبر كرم أبو سالم، الذي يسيطر عليه بالكامل.

معبر رفح مفتوح دائمًا

وشدد الدراوي على أن مصر لم تُغلق معبر رفح منذ بداية الحرب، بل أبقته مفتوحًا لعبور الحالات الإنسانية والجرحى والمساعدات رغم التحديات الأمنية والسياسية. وأضاف: "المعبر مغلق فقط من الجانب الفلسطيني بسبب التوغل الإسرائيلي، بينما مصر لم تتوقف لحظة عن أداء دورها الإنساني".

وأشار إلى أن من أصل سبعة معابر تربط القطاع بإسرائيل، لا يعمل منها سوى اثنين، بينما مصر تحمّلت ضغوطًا هائلة لإبقاء معبر رفح مفتوحًا واستقبال الجرحى، وتنسيق دخول المساعدات الدولية.

موقف مصري رافض للتهجير

وأكد الدراوي أن مصر اتخذت موقفًا حاسمًا منذ اليوم الأول للعدوان، برفض كل محاولات التهجير القسري لسكان غزة، ورفض الوصاية الإقليمية على القطاع، مشددًا على أن مصر تعتبر غزة جزءًا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، ويجب أن تخضع للسيادة الوطنية الفلسطينية فقط.

وفي ختام تصريحاته، دعا الدراوي القيادة السياسية في "حماس" لتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية، بدلًا من تصدير الاتهامات للدول المجاورة، محذرًا من استمرار الانقسام الفلسطيني الذي وصفه بأنه "جذر الكارثة السياسية المستمرة منذ 2007".


---

منير أديب: تصريحات الحية امتداد لحملات "الإخوان" ضد الدولة المصرية

من جانبه، قال منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن تصريحات خليل الحية لا تخرج عن السياق المعتاد لحملات جماعة الإخوان المسلمين ضد الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنها تروّج لمزاعم مغلوطة تستهدف النيل من موقف القاهرة التاريخي في دعم فلسطين.

وأكد أديب أن خطاب الحية يُماثل خطاب جماعة "الإخوان" منذ إسقاطها من الحكم في مصر عقب ثورة 30 يونيو، موضحًا أن هذه الجماعة اعتادت استغلال الأزمات لتشويه صورة الدولة، وأنها بدأت بحملات مسلحة تحت مظلة تنظيم "حسم"، ثم توسعت إلى حملات تحريض سياسي وإعلامي بالخارج.

وأشار أديب إلى أن القاهرة قدمت خلال السنوات الماضية أكثر من 21 شهرًا من الدعم المتواصل لغزة، شمل مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى، بالإضافة إلى مواقف سياسية ثابتة في كافة المحافل الدولية، رغم الضغوط والتعقيدات المحيطة بالملف الفلسطيني.

خطاب دعائي وتحريض خارجي

وصف أديب اتهامات الحية لمصر بأنها خطاب دعائي مغرض يهدف لإثارة السخط الشعبي، مؤكدًا أن هذه التصريحات تتسق مع حملات إعلامية إخوانية تستخدم القضية الفلسطينية كورقة ضغط سياسي، لا لتحقيق أي مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني.

وقال أديب: "الحية يكرر نفس السيناريو الذي استخدمه خالد مشعل من قبل ضد الأردن، وهو خطاب لا يخدم فلسطين بل يخدم صراع الجماعات الأيديولوجية مع الأنظمة العربية".

واختتم حديثه بالتأكيد على أن القيادة المصرية لن تنجرّ وراء هذا الابتزاز السياسي، مشددًا على أن دعم مصر لفلسطين نابع من ثوابت وطنية وقومية، وليس خاضعًا لأي مزايدات إعلامية أو تحركات فصائلية.


 

 

تم نسخ الرابط