عاجل

إبراهيم الدراوي: تصريحات الحية تسيء للدور المصري والعربي وتخدم الاحتلال

إبراهيم الدراوي الباحث
إبراهيم الدراوي الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني

أثار الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني إبراهيم الدراوي جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي وصف فيها تصريحات القيادي في حركة "حماس" خليل الحية بأنها تمثل انزلاقًا خطيرًا في الخطاب السياسي الفلسطيني، وتحمل في طياتها إساءة للدور العربي والمصري في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تصب – بشكل مباشر أو غير مباشر – في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، أوضح الدراوي أن تحميل الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، مسؤولية تعطل دخول المساعدات إلى قطاع غزة يُعد قلبًا للحقائق وتجاهلًا متعمدًا لدور الاحتلال الإسرائيلي، الذي يفرض حصارًا خانقًا على القطاع ويُعطّل دخول المساعدات بشكل يومي، عبر تحكمه الكامل في معبر كرم أبو سالم، المسؤول عن إدخال المواد والبضائع.

"معبر رفح مفتوح.. والمعرقل الحقيقي هو الاحتلال"

وشدّد "الدراوي" على أن المعابر المرتبطة بمصر، وعلى رأسها معبر رفح، لم تُغلق يومًا من الجانب المصري منذ بداية الأزمة، وظلت مفتوحة لعبور الأفراد والحالات الإنسانية، مشيرًا إلى أن من يتحكم في دخول البضائع والمساعدات فعليًا هو الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسيطر على كافة المعابر الأخرى المؤدية إلى القطاع.

وأضاف: "لدينا سبعة معابر بين إسرائيل وقطاع غزة، لا يعمل منها حاليًا سوى اثنين، في حين أن مصر أبقت معبر رفح مفتوحًا منذ اللحظة الأولى رغم التحديات الأمنية والسياسية".

مواقف مصر الثابتة في مواجهة التهجير والتفريغ

وأشار "الدراوي" إلى أن مصر اتخذت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة مواقف واضحة وثابتة، برفض محاولات تفريغ القطاع من سكانه، أو فرض أي وصاية إقليمية عليه، مؤكدًا أن القاهرة تؤمن بأن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، ويجب أن تبقى تحت السيادة الوطنية الفلسطينية دون تدخل خارجي.

وقال: "الدور المصري هو الأكثر أخلاقية واستقرارًا في هذا الملف، وتتحمل القاهرة أثمانًا سياسية واقتصادية نتيجة التزامها بالمبادئ القومية والإنسانية تجاه فلسطين"، معتبرًا أن تصريحات الحية لا تُسهم سوى في تشويه الموقف المصري، وإعفاء الاحتلال من مسؤولياته القانونية والإنسانية.

دعوة لتحمل المسؤولية وتجاوز الانقسام

وفي ختام تصريحاته، وجّه الدراوي نقدًا صريحًا إلى القيادة السياسية لحركة "حماس"، قائلًا:" إذا كان ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر هدفه تحرير فلسطين، فعليها أن تتحمل مسؤولية ما ترتب على ذلك من تداعيات إنسانية وسياسية، لا أن تلقي باللوم على الدول المجاورة، التي احتضنت القضية وساندتها لعقود".

وحذر الدراوي من خطورة استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، والذي وصفه بأنه "أصل الكارثة السياسية" التي تعاني منها القضية الفلسطينية منذ عام 2007، مشددًا على أن أي تقدم حقيقي لن يتحقق ما لم تتوحد القيادة الفلسطينية وتُعيد ترتيب أولوياتها وفقًا لمصلحة الشعب، لا التنظيمات.

تم نسخ الرابط