وزير الخارجية السعودي: لا تطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن المؤتمر الذي انطلق اليوم يمثل محطة مفصلية في مسار تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تُعد مفتاحًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير في افتتاح المؤتمر، حيث شدد على موقف المملكة العربية السعودية الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مبرزًا أن المملكة كانت سباقة في تقديم الدعم الإنساني إلى قطاع غزة منذ بداية الأزمة الأخيرة، داعياً إلى وقف العدوان الإنساني الذي يتعرض له القطاع ومحاسبة المسؤولين عنه.
تضافر الجهود والتكاتف الدولي
كما أشار بن فرحان إلى أهمية تضافر الجهود والتكاتف الدولي لبناء قدرات الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، مؤكدًا أن التطبيع مع إسرائيل لن يكون ممكنًا إلا بعد تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الشرط الأساسي لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن هناك حوارات جارية مع عدة دول أوروبية وآسيوية بهدف دفعها إلى الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن مشاركة الولايات المتحدة بشكل فاعل تشكل عنصرًا محورياً لإنهاء الأزمة الراهنة. وحذر في الوقت نفسه من أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي يقوّض بشكل كبير فرص تنفيذ حل الدولتين، ويهدد السلم والاستقرار في المنطقة.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أن السعودية ستواصل دعم القضية الفلسطينية من منطلق المسؤولية الأخلاقية والسياسية، وستظل ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يتحقق حلمه في الحرية والاستقلال.
فرنسا: لا بديل عن حل الدولتين
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الأمم المتحدة، وقد دخلت عقدها الثامن، لا يمكنها أن تقف متفرجة على معاناة المدنيين في غزة، مطالباً بتحرك فعّال لإنهاء الحرب والانتقال نحو السلام.
وقال بارو إن حل الدولتين يمثل "الخيار الوحيد القائم على القانون الدولي لضمان الأمن والاستقرار"، داعياً إلى تحويل المؤتمر إلى نقطة انطلاق عملية لتنفيذه.
الأمم المتحدة: نقطة تحول حاسمة
بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المؤتمر بأنه يمثل "فرصة حاسمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفاً أن "حل الدولتين هو الإطار الوحيد المشروع لتسوية النزاع". وأكد أن "ما يجري في غزة من تدمير شامل لا يُطاق ويجب أن يتوقف فوراً".
مصر: نستعد لمؤتمر إعادة إعمار غزة
أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن شكر القاهرة للسعودية وفرنسا على دعوتهما لهذا المؤتمر في لحظة فارقة للمنطقة. وأكد أن مصر تبذل جهوداً دؤوبة لوقف الحرب في غزة، والعمل مع الولايات المتحدة وقطر لضمان دخول المساعدات الإنسانية.
ورحب الوزير المصري بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، داعياً بقية القوى الدولية إلى اتخاذ خطوات مماثلة، وأعلن اعتزام بلاده تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أن ذلك يمثل أولوية لإنهاء معاناة السكان وتنفيذ خطة التعافي العربية الإسلامية.
الأردن: لا مفاوضات دون شريك إسرائيلي
حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن حل الدولتين يصبح أكثر بعداً عن التحقق كلما تأخر التحرك، مؤكداً أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضرورة لا يمكن تأجيلها.
وانتقد وزير الخارجية الأردني غياب شريك حقيقي في الجانب الإسرائيلي، قائلاً إن الفلسطينيين جاهزون للتفاوض، لكن لا يجدون طرفاً مقابلاً يلتزم بذلك.
إسبانيا: السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية لغزة
دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى إسناد إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، باعتبارها "الجهة الشرعية الوحيدة"، مشدداً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تجمع بين غزة والضفة الغربية، وتكون القدس الشرقية عاصمتها.
وأكد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي، ورفض أي قرارات أحادية الجانب، أو أعمال عنف من قبل المستوطنين، أو تهجير قسري للفلسطينيين، داعياً إلى إدخال المساعدات بشكل عاجل وتحت إشراف الأمم المتحدة، ولا سيما "الأونروا".