خبير أمني: الضربات الأمريكية للحوثيين تحول استراتيجي قوي ضد طهران (فيديو)

أكد العميد خالد حمادة، مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات، أن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن تجاوزت الأهداف الدفاعية التقليدية إلى عمليات هجومية تهدف إلى إنهاء التهديد العسكري للحوثيين بالكامل.
الممرات المائية الدولية
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح حمادة أن الإدارة الأمريكية كانت تبرر ضرباتها السابقة بأنها دفاعية لحماية الممرات المائية الدولية، ولكن هذه المرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً أن العمليات العسكرية تهدف إلى القضاء التام على القدرات العسكرية للحوثيين.
وأشار إلى أن استخدام ترامب مصطلح "القوة المميتة" في بيانه الرسمي يعكس تحولًا كبيرًا في طبيعة المواجهة بين واشنطن والحوثيين، إذ لم تعد العمليات مقتصرة على ردع هجمات الحوثيين على السفن الدولية، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية أوسع لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.
رسالة مباشرة لطهران
وأضاف حمادة أن الضربات الأخيرة تحمل رسالة واضحة ومباشرة إلى إيران، حيث وجه ترامب اتهامًا علنيًا لطهران بدعم وتسليح الحوثيين، مما يجعل هذه العمليات العسكرية جزءًا من خطة أمريكية متكاملة لتحجيم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن إيران تواجه الآن سيناريو مشابهًا لما تعرض له حزب الله والنظام السوري في السنوات الماضية، حيث تستهدف الولايات المتحدة أذرعها العسكرية في اليمن ولبنان وسوريا، بهدف تقويض قدرتها على استخدام تلك الفصائل كورقة ضغط في الملفات الإقليمية والدولية.
إسرائيل والتصعيد العسكري
وكشف حمادة عن احتمال مشاركة إسرائيل في العمليات ضد الحوثيين، مشيرًا إلى تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي بدأ في تجهيز قواته تحسبًا لأي تدخل عسكري، مما يعكس تصعيدًا إقليميًا أوسع ضد إيران وحلفائها.
وأوضح أن إسرائيل ترى في هذه الضربات فرصة لشل حركة الحوثيين ومنعهم من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما يخدم مصالح تل أبيب وواشنطن في المنطقة.
تراجع نفوذ إيران
وأكد حمادة أن إيران كانت تستخدم الحوثيين، وحزب الله، وحركة حماس، كأوراق ضغط في مفاوضاتها النووية مع الغرب، إلا أن الضربات الأمريكية الأخيرة قلّصت قدرة طهران على توظيف هذه الفصائل لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.
وأشار إلى أن الخسائر العسكرية التي تكبدها الحوثيون قد تجبر إيران على إعادة النظر في استراتيجيتها الإقليمية، خاصة مع تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية عليها.

مستقبل المواجهة
وأكد على أن الضربات الأمريكية الأخيرة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التصعيد بين واشنطن وطهران، حيث لم يعد الأمر يقتصر على ضربات محدودة لردع الحوثيين، بل أصبح جزءًا من خطة موسعة لتقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت واشنطن ستواصل هذا النهج العسكري التصعيدي أم أنها ستعود إلى طاولة المفاوضات مع إيران، في ظل التوترات المتزايدة حول الملف النووي الإيراني والمصالح الأمريكية في المنطقة.