عاجل

هل انتهت «سبوبة» الدروس الخصوصية؟.. البكالوريا تفتح النار على تعليم «الحفظ»

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة

بعد سنوات طويلة كانت فيها الدروس الخصوصية بديلة عن المدرسة في حياة الطلاب وأولياء الأمور، أعلنت وزارة التربية والتعليم بعودة نظام "البكالوريا" الذي ينهي عصر ثقافة الحفظ والقضاء علي سبوبة الدروس الخصوصية. 
الوزير الدكتور محمد عبداللطيف أعلنها مرارًا وتكرارًا لا عودة للنظام القديم الذي أثقل كاهل الطلاب بـ32 مادة!"، في إشارة إلى تقليص المواد الدراسية وتحويل التقييم من سباق درجات إلى رحلة فهم وتحليل. 
لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل ينجح النظام الجديد القضاء علي كيانات الدروس الخصوصية أم سيظل لها مكانًا ووجودًا مع البكالوريا؟ 
موقع "نيوز روم" يفتح الملف، وتبحث في كواليس النظام الجديد لمعرفة إن كانت هذه بالفعل بداية النهاية لعصر الدروس الخصوصية.

70 مليار جنيه سنويًا من جيوب الأسر المصرية

الدكتور مجدي حمزة
الدكتور مجدي حمزة

من جهته، أكد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، أن نظام الثانوية العامة لن يُلغى في الوقت الحالي، بل سيستمر إلى جانب البكالوريا، ما يتيح لأولياء الأمور والطلاب حرية الاختيار بين النظامين ووفقًا لتصريحات وزير التربية والتعليم أمام مجلس النواب، فإن نحو 80% من أولياء الأمور اختاروا إلحاق أبنائهم بنظام البكالوريا للعام الدراسي المقبل، فيما لا تزال نسبة 20% متمسكة بالنظام التقليدي. 
وأوضح "حمزة" في تصريح خاص ل"نيوز روم"، أن نظام البكالوريا  يتكون من مرحلتين: المرحلة التمهيدية في الصف الأول الثانوي، المرحلة الرئيسية في الصفين الثاني والثالث الثانوي، مشيرًا أن البكالوريا يهدف إلي تقليل عدد المواد الدراسية، مما قد يسهم في خفض الاعتماد على الدروس الخصوصية، التي تلتهم ما يُقدر بـ70 مليار جنيه سنويًا من جيوب الأسر المصرية، وفقًا لتقديرات غير رسمية، كما يوفر النظام أربعة مسارات رئيسية تتوافق مع متطلبات سوق العمل، وهي: الطب وعلوم الحياة، الهندسة والبرمجة، إدارة الأعمال، والآداب والفنون. 
وتابع: "القضاء الكامل على الدروس الخصوصية لا يزال بعيدًا، نظرًا لارتباطها بثقافة مترسخة في المجتمع المصري، إضافة إلى تحديات ميدانية تتعلق بضعف تأهيل المعلمين، وعدم جاهزية البنية التحتية للمدارس، إلى جانب العجز المزمن في أعداد المدرسين والفصول الدراسية".

يقلل من الاعتماد على الدروس الخصوصية

الدكتور حسن شحاتة
الدكتور حسن شحاتة


وفي نفس السياق، أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ مناهج تربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة، أن نظام البكالوريا المصرية الجديد يستند إلى فلسفة تعليمية حديثة تُعزز من استقلالية المتعلم، حيث يُشجع الطالب على جمع المادة العلمية بنفسه، بدلًا من الاعتماد على التلقين أو الحفظ، فضلا عن تدريس عدد محدود من المواد الأساسية، تشكل قاعدة معرفية متخصصة وفق المسار الدراسي الذي يختاره الطالب، بما يقلل من الأعباء الدراسية. 
وقال "شحاتة" في تصريح خاص ل"نيوز روم": "أن هذا النظام بطبيعته يقلل من فرص الاعتماد على الدروس الخصوصية، إذ يتحمل الطالب مسؤولية تعلمه الذاتي ويُصبح أكثر اندماجًا في العملية التعليمية داخل المدرسة، كما أن طبيعة التقييم المستمر تجعل من الصعب على الطالب الاعتماد على مراكز الدروس أو المعلمين الخصوصيين، ما قد يؤدي تدريجيًا إلى تقليل دور الدروس الخصوصية في ظل تطبيق فعّال وشامل للبكالوريا". 
وأضاف،  أن هذه المنظومة تسهم في إعادة الدور الحقيقي للمدرسة، وتحقيق بيئة تعليمية تنمي التفكير النقدي والاعتماد على الذات، في مقابل نظام تقليدي طالما ارتبط بالحفظ والضغط النفسي.

تم نسخ الرابط