" القاهرة الإخبارية": شاحنات المساعدات تنتظر العبور إلى غزة وإسرائيل تعرقلها

أفاد مراسل "القاهرة الإخبارية" من مدينة غزة، يوسف أبو كويك، أن الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية لم تعبر حتى اللحظة من معبر كرم أبو سالم إلى داخل قطاع غزة، رغم إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن هدنة إنسانية بدأت صباح اليوم، موضحا أن آلاف من الفلسطينيين توافدوا منذ الفجر إلى المناطق التي يُتوقع أن تصل إليها المساعدات، خاصة في جنوب مدينة خان يونس وشمال غرب القطاع بمنطقة زكيم، أملاً في الحصول على أكياس الدقيق والطعام التي تحملها القوافل، لكن ما يخشاه السكان هو سيطرة جماعات مسلحة أو عائلات نافذة على تلك الشحنات قبل وصولها إلى مخازن المؤسسات الدولية.
وأشار أبو كويك في مداخلة لقناة "القاهرة الاخبارية" إلى أن الأسواق شهدت انخفاضا كبيرا في الأسعار منذ ساعات الصباح، فور الإعلان عن بدء دخول المساعدات والهدنة المؤقتة، إذ تراجع سعر كيلو الدقيق من نحو 20 دولاراً إلى 7 دولارات، ومع ذلك، لا تزال المناطق الشرقية في قطاع غزة، بما في ذلك أحياء الشجاعية والزيتون وخان يونس وبيت لاهيا، تحت تصنيف الاحتلال كمناطق قتال خطرة يُمنع الوصول إليها، مضيفا أن أكثر من 75% من مساحة القطاع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، في حين تُصنَّف المناطق الغربية فقط كمناطق آمنة نسبيًا.
وأوضح أبو كويك أن المؤسسات الدولية، ومنها "أونروا"، تنتظر تأمين وصول الشاحنات إلى مخازنها لتتمكن من توزيع المساعدات بشكل عادل، بعيدًا عن الفوضى، مؤكدا وأكد أن المواطنين يأملون في استمرار تدفق المساعدات، وضمان وصولها إلى كبار السن، والنساء، وذوي الإعاقة، ممن لا يستطيعون الوصول إلى مناطق التكدس أو الاشتباك.
في سياق متصل، كشف أشرف العشري مدير تحرير صحيفة الأهرام التفاصيل الكاملة للجهود المصرية غير المسبوقة لدعم إخوة فلسطين في قطاع غزة مُسلطًا الضوء على التحديات السياسية واللوجستية التي تواجهها القاهرة لضمان وصول المساعدات، وسط تعنت الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً الي الاصرار المصري على إدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة.
وأشار إلى أن المشهد الحالي لتدفق المساعدات عبر المعابر يعكس الإرادة المصرية الثابتة منذ 22 شهرًا، أي منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى، مؤكدًا أن مصر ظلت ولا تزال الرئة التي يتنفس من خلالها الشعب الفلسطيني،عبر منطقة لوجستية ضخمة مجهزة بتسهيلات التخزين والنقل بالقرب من المعابر، ومئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء تنتظر الدور لدخول غزة، بالاضافة الي مستشفيات ميدانية ومستشفيات مصرية استقبلت آلاف الجرحى.
وتابع مصر قدمت 80% من إجمالي المساعدات الداخلة لغزة ولم تتوقف لحظة واحدة رغم القصف الإسرائيلي المتعمد للمعابر.
المطرقة الإسرائيلية
أوضح العشري أن أكبر ثلاث تحديات تواجه المسار الإغاثي المصري لقطاع غزة هي: إغلاق المعابر من الجانب الإسرائيلي ، كما حدث مرارًا مع معبر رفح و البطء الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف عرقلة المساعداتن بالاضافة الي تزايد الاحتياجات الإنسانية في غزة مع استمرار الحرب.
وأشار إلى نجاح مصر في فتح معابر بديلة مثل كرم أبو سالم وزوجين مؤخرًا، بفضل الضغط الدبلوماسي المصري، الذي حوَّل قضية غزة إلى اختبار للضمير العالمي.
وكشف العشري عن أن مصر نجحت في تحقيق إنجازين سياسيين:وقف إطلاق النار نوفمبر 2023، مبادرة يناير 2024 التي انهارت بسبب القصف الإسرائيلي لاحقًا.
كما لفت إلى أن الرئيس السيسي استخدم لغةً حازمة في المحافل الدولية، مما دفع دولًا مثل فرنسا لتغيير موقفها، وبدء الحديث عن اعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية.
و اختتم العشري حديثه بتأكيد أن مصر ستواصل: التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان تدفق المساعدات، والضغط لفتح معبر رفح بشكل دائم،و توسيع الحملات الجوية لإسقاط المساعدات عند الإغلاق، مؤكدًا ان القافلة المصرية لن تتوقف.. لأنها قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية.