جيش الاحتلال: تصفية 226 عنصراً من حزب الله منذ وقف إطلاق النار في لبنان

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه نفذ 226 عملية تصفية استهدفت عناصر من حزب الله اللبناني منذ إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، فيما أسفرت إحدى الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل شخصين جنوبي لبنان.
وتستمر إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية شبه يومية على الأراضي اللبنانية، في إطار تصعيد متواصل رغم وقف إطلاق النار المعلن. وأكد الجيش في بيان أن طائرة تابعة لسلاح الجو، وبقيادة الفرقة 91، استهدفت وقتلت علي عبد القادر إسماعيل، وهو قيادي في مقر قطاع بنت جبيل التابع لحزب الله، واصفًا إياه بأنه "إرهابي تورط بمحاولات لإعادة بناء قدرات الحزب العسكرية في المنطقة"، على حد قوله.
وذكر البيان أن نشاط إسماعيل "يشكل انتهاكًا واضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مشددًا على استمرار العمليات في حال استمرت التهديدات.
العدوان الإسرائيلي على لبنان
في السياق ذاته، أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من حزب الله، أن غارة إسرائيلية على بلدة دبعال في قضاء صور أدت إلى مقتل شخصين. وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية الحصيلة، مشيرًا إلى استمرار عمليات الإنقاذ في المنطقة.
الرئيس اللبناني: مفاوضات مع حزب الله لحل مسألة السلاح
وكان قد قال الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله وفدًا من "نادي الصحافة" في قصر بعبدا، عن اتصالات مباشرة تُجرى مع حزب الله لبحث سبل حل مسألة السلاح خارج إطار الدولة، موضحًا أن المفاوضات "تسير ببطء لكنها تسجل تقدمًا ملحوظًا، وهناك تجاوب مع بعض الأفكار المطروحة"، بحسب ما نقلته "الوكالة الوطنية للإعلام".
وأكد عون أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش، تنجح في تفكيك شبكات إرهابية وتحافظ على الاستقرار الداخلي، مشيرًا إلى توافق سياسي وأمني يساهم في حماية البلاد، مطالبا اللبنانيين إلى عدم الانجرار خلف "أخبار مفبركة" تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف.
وفي ما يخص ملفات الفساد، شدد الرئيس اللبناني على دعم القضاء بشكل كامل في فتح جميع الملفات دون استثناء طائفي أو سياسي، مؤكداً: "سأسير في ملف الفساد إلى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى".
واشنطن: لا استقرار دون حصر السلاح بيد الدولة
من جانبه، صرح المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توماس باراك، أن استعادة سيادة الدولة اللبنانية يتطلب حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية وحدها، معتبرًا أن "الوقت قد حان لتتحمل الدولة مسؤولية الاتفاقات السابقة".
وأشار باراك إلى أن "الوضع في الجنوب لا يمكن فصله عن أمن بيروت وسائر المناطق اللبنانية"، مؤكداً أن "عدم فرض القانون سيؤدي إلى استمرار الانتهاكات، سواء عبر الطائرات المسيّرة أو الضربات العسكرية".
وأضاف أن لدى لبنان الآن "فرصة ذهبية"، بوجود رئيس جديد، وحكومة فاعلة، وبرلمان متوازن، داعيًا إلى محاسبة شاملة وعادلة تشمل الجميع تحت سقف القانون.
تضارب في الروايات حول موقف حزب الله من السلاح
في سياق متصل، نقلت قناة "الحدث" عن مصادر مزعومة أن الجناح العسكري لحزب الله أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه يرفض تسليم سلاحه، ولا يبدي اهتمامًا بمشروعات الإعمار أو المؤتمرات الاقتصادية، حتى وإن انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة.
وبحسب القناة، فإن الحزب مستعد "للدخول في مواجهة مباشرة مع الدولة اللبنانية إذا لزم الأمر"، وهو ما اعتبرته جهات لبنانية "تهديدًا واضحًا للاستقرار الوطني".
غير أن حزب الله نفى هذه الادعاءات بشكل قاطع، واصفًا إياها بأنها "جزء من حملة دعائية تهدف إلى تضليل الرأي العام وزرع الفتنة"، مؤكدًا أنه "متمسك بخياراته السياسية والعسكرية في إطار المعادلة الوطنية التي تحفظ سيادة لبنان ومصالحه".