عاجل

هل انتكست سياسات ترامب حول سعيه وقف الحروب في العالم؟

ترامب
ترامب

منذ عودته إلى البيت الأبيض، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثبات أن سياسته الخارجية قادرة على تصحيح ما يعتبره إرثًا متعثرًا خلفته إدارة جو بايدن، وبينما يتنقل تركيزه بين جبهات ساخنة مثل أوكرانيا وقطاع غزة وإيران، يبدو أن الواقع على الأرض يفرض على إدارته تحديات أكبر مما توقعت.

وبعد انطلاق ولايته، لم يتردد ترامب في توجيه الانتقادات لإدارة بايدن، متهمًا إياها بالضعف والافتقار إلى المبادرة، ومشددًا على أن كثيرًا من الأزمات الحالية لم تكن لتحدث لو أنه استمر في الرئاسة خلال السنوات الأربع الماضية.

ووضع هذا الخطاب، الذي استخدم بنجاح خلال حملته الانتخابية، وضع سقفًا مرتفعًا لتوقعات الناخبين والإدارة على حد سواء، لكنه في المقابل فرض على البيت الأبيض مواجهة أزمات متزامنة ومعقدة بجهود مضغوطة.

غزة.. من تقدم نسبي إلى نكسة تفاوضية

كان ملف غزة كان واحدًا من أكثر الملفات حساسية التي تعاملت معها إدارة ترامب، ففي البداية، ساد اعتقاد بأن التعاون المحدود مع الفريق السابق في واشنطن أسهم في التوصل إلى تهدئة مؤقتة بين إسرائيل وحماس، أفضت إلى إطلاق سراح رهائن وإدخال مساعدات إنسانية.
لكن سرعان ما انهار هذا التفاهم، وتجددت الاشتباكات المسلحة، وتعثرت كل مساعي الوساطة.

وعلى الرغم من التفاؤل الذي ساد في الأسابيع الأخيرة داخل البيت الأبيض، خاصة مع إشارات إيجابية من الدوحة، إلا أن المفاوضات فشلت فجأة، وأعلنت الإدارة تحولًا في استراتيجيتها تجاه غزة، ما أعاد الملف إلى نقطة الصفر.

ترامب
ترامب

أوكرانيا.. أولوية لم تُثمر بعد

ركزت الجهود الأكبر للإدارة الأمريكية خلال الشهور الستة الماضية على محاولة إيجاد حل للحرب في أوكرانيا، والتي ترى فيها إدارة ترامب مصدرًا رئيسيًا لعدم الاستقرار العالمي، واحتمالًا مرعبًا لانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أن كل تلك الجهود، بما فيها انخراط الرئيس شخصيًا واهتمام مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، لم تؤدّ إلى نتائج ملموسة.

فريق ترامب كان يعتقد أن إحراز تقدم في أوكرانيا سيفتح الطريق أمام تسويات في ملفات أخرى، لكن تعقيدات الميدان والتداخلات الدولية فرضت واقعًا مختلفًا، وأجبرت الإدارة على مراجعة استراتيجيتها بالكامل.

إيران.. بين التصعيد والمفاوضات

في طهران، كانت الرغبة واضحة داخل إدارة ترامب في توجيه ضربة حاسمة تنهي المشروع النووي الإيراني وتبعث برسالة قوية للحلفاء.
العملية العسكرية الأخيرة ضد أهداف إيرانية حققت بعض المكاسب التكتيكية، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى جدل داخلي في واشنطن، خصوصًا بعد عودة طهران إلى طاولة التفاوض، وسط مساعٍ لإعادة ضبط ميزان القوى في المنطقة عبر دعم عسكري متزايد لإسرائيل.

موسكو.. النوايا المزدوجة

تواصلت اللقاءات بين مسؤولين أمريكيين وروس، أبرزها بين وزير الخارجية ماركو روبيو ونظيره سيرغي لافروف، وشارك فيها المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، لكن المقربين من الإدارة يرون أن روسيا استخدمت الحوار السياسي كوسيلة للمماطلة، وكسب الوقت، في ظل طموحاتها التوسعية التي تتجاوز أوكرانيا نحو مناطق نفوذ أوسع.

خلافات مع تل أبيب ومراجعة للمواقف

في سياق آخر، عكست لقاءات ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تباينًا كبيرًا في وجهات النظر، لا سيما فيما يتعلق بالمواقف الإسرائيلية تجاه ملفات مثل الجنوب السوري، وقد دفع ذلك إدارة ترامب إلى إعادة تقييم دورها في المنطقة، مبدية تحفظًا تجاه الدخول في صراعات جديدة قد تزيد الأوضاع تعقيدًا.

مساعي جديدة رغم الانتكاسات

على الرغم من الإخفاقات الجزئية، تؤكد مصادر قريبة من الإدارة أن البيت الأبيض لا يزال يسعى لتحقيق اختراقات دبلوماسية، لا سيما في غزة، حيث تعمل واشنطن على تنشيط المسار الإنساني، بالتوازي مع جهود أوروبية تهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة الحوار.

أما في الملف الأوكراني، فقد أعلنت الإدارة أن جميع الخيارات مطروحة بعد انقضاء مهلة الخمسين يومًا التي حددها ترامب مطلع يوليو الحالي.

تم نسخ الرابط