محرم شرعا.. باحث يكشف موقف الصوفية من الحشيش في المخطوطات الموثقة| خاص

شكّل موضوع تعاطي الحشيش مساحة جدلية في التراث الإسلامي، وبرزت تساؤلات حول موقف الصوفية منه، خاصة في ظل بعض المزاعم التي تنسب لبعض المتصوفة تبرير تعاطيه تحت مسميات مثل "الفتح" أو "الكشف".
يقول الباحث الصوفي مصطفى زايد لـ نيوز رووم :إن الموقف الصوفي الأصيل من خلال المصادر الموثوقة يؤكد أن الصوفية الأوائل حرموا جميع أنواع المخدرات والمسكرات تحريما قاطعا،لتمسكهم بالشريعة الإسلامية الغراء،ولم يرد في كتب الصوفية الأوائل - مثل قوت القلوب لأبي طالب المكي، والرسالة القشيرية للقشيري - ما يُشير إلى إباحة تعاطي الحشيش، بل كان النهج الصوفي قائمًا على التمسك بالشرع وماجاء به ،والزهد، والتقوى، وتزكية النفس.
قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين:كل ما يُفسد العقل حرام، لأن العقل هو مناط التكليف، ورغم أنه لم يذكر الحشيش تحديدًا، إلا أن حكمه يشمل كافة أنواع المخدرات.
كما حذّر ابن الجوزي في تلبيس إبليس من دعاوى بعض المنحرفين، قائلاً: هؤلاء يزعمون أن الحشيشة تُذهب الهمّ وتفتح القلب، وهي تُذهب العقل والدين.
الفرق الشاذة
وقال “زايد":ظهرت بعض التيارات المنحرفة في العصور المتأخرة، مثل القلندرية والحشاشين، ممن نسبوا إلى أنفسهم صبغة صوفية وادّعوا أن الحشيش يُعين على الكشف الروحي. إلا أن هذه الآراء لم تُوثّق في كتب أعلام التصوف مثل الجنيد، السري السقطي، أو عبد القادر الجيلاني،ورد ذكرها ضمن سياقات نقدية في كتب الردود والتحذير.
كما أكد الإمام عبد الوهاب الشعراني في الطبقات الكبرى:من ادعى أنه يتعاطى الحشيش للتقرب إلى الله فهو جاهل أو ضال.
مخطوطات صوفية تؤكد التحريم
وفي "عوارف المعارف" للسهروردي ، شدّد على أن الطريق الصوفي يقوم على المجاهدة والعبادة، لا على التخدير والانفلات.
وفي "الفتوحات المكية" لابن عربي : لم يرد فيه أي تلميح لإباحة الحشيش، بل وردت تحذيرات من كل ما يخدّر الحواس أو يعطّل العقل.
أما "الرسالة القشيرية" خلت تمامًا من أي إشارات لإباحة المسكرات أو المخدرات.
نصوص مكذوبة
وهناك بعض النصوص المكذوبة والتي نسبت بالكذب للصوفية ،تقول:"الحشيش غذاء الروح"،فهذه المقولة لا أصل لها في أي مخطوطة موثقة.
جماعات الحشاشين
وقد أشار المؤرخ المقريزي في المواعظ والاعتبار إلى أن من روج لتعاطي الحشيش هم جماعات الحشاشين والقرامطة، لا أهل التصوف الحقيقيين.