عاجل

بعد تحقيقها عائدات بلغت 71 مليار يورو.. فرنسا تعلن خطتها السياحية 2030

معالم فرنسية - ستراسبورغ
معالم فرنسية - ستراسبورغ - الصورة من موقع edu.bu

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، عن خطة استراتيجية لتعزيز عائدات السياحة الدولية، مستهدفًا الوصول بها إلى 100 مليار يورو (117.7 مليار دولار) سنويًا بحلول عام 2030م، وهو ما يمثل زيادة كبيرة تبلغ 29 مليار يورو (34.1 مليار دولار) مقارنة بعائدات عام 2024م. 

برج إيفل 
برج إيفل 

عائدات السياحة 2024 

بلغت عائدات فرنسا السياحية في عام 2024 حوالي 71 مليار يورو (83.6 مليار دولار). وتهدف الخطة الجديدة إلى تحقيق زيادة قدرها 29 مليار يورو على هذا الرقم بحلول عام 2030، مما يعني أن العائدات المستهدفة ستصل إلى 100 مليار يورو. 

هذا يشير إلى أن الحكومة الفرنسية ترى إمكانية لنمو كبير في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات القادمة.

نيس – الصورة من موقع nicetourisme
نيس – الصورة من موقع nicetourisme

رغم الصدارة في عدد الزوار، تحدي الإيرادات

تُعد فرنسا الوجهة السياحية الأولى عالميًا من حيث عدد الزوار، حيث استقبلت 100 مليون سائح أجنبي في عام 2024. 

لكن المفارقة تكمن في أنها تحتل المرتبة الرابعة عالميًا فقط من حيث الإيرادات السياحية الدولية، تتجاوزها دول مثل إسبانيا، التي حققت 126 مليار يورو (148.3 مليار دولار) من العائدات، رغم استقبالها عددًا أقل من الزوار.

عزا الخبراء هذا الفارق إلى قصر مدة إقامة السياح في فرنسا، مما يقلل من حجم إنفاقهم، ففي عام 2023، سجلت فرنسا 138.5 مليون ليلة سياحية، بينما سجلت إسبانيا 301.7 مليون وإيطاليا 234.3 مليون ليلة.

استراتيجية التحول من الكم إلى الكيف

شدد دومينيك مارسيل، رئيس تحالف "فرانس توريسم"، على ضرورة الانتقال من التركيز على عدد الزوار (الكم) إلى التركيز على متوسط الإنفاق السياحي (الكيف). وأوضح أن "الوصول إلى رقم 100 مليون زائر لا يعني الكثير إذا لم يكن مصحوبًا بارتفاع في متوسط الإنفاق السياحي"، مؤكدًا أن السياحة اليوم تُقاس بـ "القيمة المضافة" التي تحققها.

إجراءات حكومية لتعزيز القطاع

أكد رئيس الوزراء الفرنسي أن الحكومة ستعتمد على مقترحات القطاع السياحي نفسه لتبسيط الإجراءات وتطوير البنية التحتية. ومن أبرز الإجراءات المعلنة:

خطة سكن العمال الموسميين 

إطلاق خطة مخصصة لسكن العمال الموسميين للفترة بين عامي 2026 و2028، وهي نقطة حساسة تؤثر على جودة الخدمات.

تحديث الفنادق والمرافق 

ضرورة تحديث البنية التحتية الفندقية ومرافق الإقامة لمواكبة المنافسة العالمية.

تحسين تجربة السائح

العمل على تحسين جودة الخدمات، وتعزيز التواصل، وتوفير أنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة بهدف إطالة مدة إقامة السائح وزيادة إنفاقه.

السياحة: ركيزة اقتصادية حيوية لفرنسا

تُعد السياحة قطاعًا استراتيجيًا للاقتصاد الفرنسي، حيث تمثل 8% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 200 مليار يورو (235.3 مليار دولار). 

كما أنها توفر مليوني وظيفة "غير قابلة للنقل"، مما يؤكد دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل.

نبذة عن السياحة الفرنسية

تُعرف فرنسا بأنها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شهرة وتنوعًا في العالم، تجذب البلاد ملايين الزوار سنويًا بفضل مزيج فريد من التاريخ الغني، والثقافة العريقة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والمطبخ الفاخر. 

من برج إيفل الشاهق ومتاحف باريس الفنية، إلى شواطئ الريفيرا الفرنسية الساحرة، وكروم العنب في بورغوندي، والقرى الساحرة في بروفانس، تقدم فرنسا تجارب متنوعة تناسب جميع الأذواق.

لطالما اعتمدت السياحة الفرنسية على جاذبيتها التاريخية والثقافية، لكن التحدي يكمن في تحويل العدد الكبير من الزوار إلى عائدات اقتصادية أكبر. 

لذا، تركز الاستراتيجية الجديدة على تعزيز جودة الخدمات وتحسين تجربة السائح لتشجيع الإقامة الطويلة وزيادة الإنفاق، مع الحفاظ على مكانتها الرائدة كوجهة مفضلة للمسافرين حول العالم.

تم نسخ الرابط