عاجل

يسري جبر: حديث السقاية يُثبت تكريم المرأة وحقها في التصرف داخل بيتها

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن موقف النبي صلى الله عليه وسلم في طلب السقاية يوم عرفة يكشف عن معانٍ تربوية واجتماعية عميقة، تتعلق بمكانة المرأة في البيت والمجتمع، وبأسس التعامل النبوي الراقي معها.

وأوضح الدكتور يسري جبر  خلال حديثه في حلقة جديدة من برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب السقاية من عمه العباس رضي الله عنه، والذي بدوره وجّه ابنه الفضل قائلًا: "اذهب إلى أمك"، ليأتي بشراب من عندها للنبي الكريم. وعلّق الدكتور جبر على هذا الموقف قائلًا: "في هذه العبارة دلالة واضحة على احترام دور المرأة في بيتها، واعتراف صريح بأنها شريكة في تدبير شؤونه، بل ومصدر للثقة في إدارة موارده".

ذكر اسم المرأة أمام الناس

وشدد على أن هذا المشهد النبوي يدحض الظنون الخاطئة التي ترى في ذكر المرأة باسمها أمام الناس خرقًا للحياء، مؤكدًا أن ذكر سيدنا العباس لزوجته صراحة أمام الناس لم يكن موضع إنكار، بل جاء بعفوية تنبع من الفطرة السليمة، مشيرًا إلى أن هذه السُّنّة النبوية توضح أن الحياء لا يعني الإلغاء أو الإخفاء، بل هو حياء راقٍ لا يمنع الحقوق ولا يقيّدها.

وأضاف أن العبارة النبوية تُبرز أيضًا أن المرأة كانت تؤتمن على بيتها وتقوم بخدمة أهلها عن طواعية ومحبة، فهي التي أعدّت الماء وأحضرت السقاية، مما يُثبت أن الأصل في المرأة أنها شريكة في إدارة شؤون البيت، لها حق التصرف والثقة.

فهم السنة النبوية 

واختتم الدكتور يسري جبر حديثه بالتأكيد على أن فهم السنة النبوية ينبغي أن يكون خالصًا من التقاليد المجتمعية الخاطئة، مشيرًا إلى أن المواقف النبوية مليئة بالحكمة والرحمة، وتُعلِّم المسلمين كيف يتعاملون مع المرأة بوعي، واحترام، وتقدير حقيقي لدورها في الحياة.

وتبرز هذه الإشارات النبوية أن تكريم المرأة في الإسلام لم يكن شعارات تُرفع، بل سلوكًا واقعيًّا مارسَه النبي صلى الله عليه وسلم في تفاصيل حياته اليومية، مُعلِّمًا بها الأمة أن الحياء لا يتعارض مع الاعتراف بالفضل، وأن المرأة ليست ظلًّا تابعًا، بل كيان مستقل له حق التقدير والذكر، والثقة في تدبير البيت والحياة، بما يرسّخ قيم الاحترام المتبادل داخل الأسرة والمجتم

تم نسخ الرابط