عاجل

الشيخ خالد الجندي: كل مشهد تراه في يومك قد يكون بابك إلى الجنة أو النار

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإنسان يمر يوميًا بعشرات المشاهد والصور في الطريق، وكل منها قد يكون مدخله إلى الجنة أو إلى النار، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".

وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن على الإنسان أن يتأمل في كل ما يشاهده ويسأل نفسه: "هل هذا المشهد يدخلك الجنة أم النار؟"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأمور في الحياة قد تصلح أن تكون طريقًا إلى الخير أو الشر، ويبقى على الإنسان أن يختار.

وفي حديثه عن معنى "التفرغ للعبادة"، شبّه الجندي القلب بكوب ممتلئ بالأرز، مؤكدًا أنه لا يمكن ملؤه بالسكر إلا بعد إفراغه، موضحا: "فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحة". 
وأضاف: "ادخل العبادة بقلب خالٍ من المشاغل الدنيوية، وافرغ نفسك لها كما أمرنا الله تعالى: فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب".

وتابع: "ما ينفعش تصلي وإنت بتفكر في الشيك أو المصاريف أو المشاكل. ربنا قال: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يعني وقت العبادة تفرغ لها بالكامل".

وأشار إلى قول الإمام ابن القيم رحمه الله: "كفى بالمرء عارًا أن يقف بين يدي الله بجوارحه، أما قلبه فقد انصرف عن سيده"، داعيًا إلى الحضور الكامل في الصلاة والتوجه الصادق إلى الله تعالى.


https://youtu.be/qmuQy46WmRI?si=ppTnLSAP3bwO1six

خالد الجندي يوضح الفرق بين "عباد" و"عبيد" في القرآن

أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يتميز بدقة لغوية معجزة في استخدام المصطلحات، مشيرًا إلى الفارق الكبير بين كلمتي "عباد" و"عبيد"، واللتين قد تبدوان متشابهتين ظاهريًا، لكن لكل منهما دلالة معنوية وروحية مختلفة تمامًا.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المُذاع على قناة dmc، حيث تناول خالد الجندي بتأملٍ لغوي وعقائدي الاستخدام القرآني الدقيق لهاتين الكلمتين، مؤكدًا أن هذا التمايز يكشف عن عمق الإعجاز البلاغي في كتاب الله.

"عباد" لا تذكر في القرآن 

أشار خالد الجندي إلى أن كلمة "عباد" في القرآن لا تأتي إلا مضافة إلى الله تعالى، وتُذكر في سياقات المدح والتكريم، موضحًا أن الله عز وجل يخص بها المقربين إليه من المؤمنين الطائعين، الذين اصطفاهم وأكرمهم برحمته وهدايته.

 

واستشهد خالد الجندي بقوله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون":، موضحًا أن "العباد" هم الذين نالوا شرف الانتساب إلى الله جل وعلا، في سياق التكريم والمحبة والقرب.

"عبيد" تحمل معنى الذل 

في المقابل، أكد خالد الجندي أن كلمة "عبيد" تُستخدم في القرآن عند الحديث عن العبودية العامة للبشر، حيث تأتي غالبًا في سياق التنكيل أو التهديد أو التذكير بعجز الإنسان وخضوعه التام لأمر الله، كما في قوله تعالى: "وما ربك بظلام للعبيد".

وأشار خالد الجندي إلى أن "العبيد" لا تحمل في الغالب سياق القرب أو الاصطفاء، بل تعكس الجانب الإنساني الضعيف الخاضع للحساب والمساءلة، مما يجعلها على النقيض تمامًا من كلمة "عباد" التي تصف حال الطاعة والقرب.

 

الفرق الجوهري

أكد خالد الجندي أن الفرق بين الكلمتين ليس فقط لغويًا، بل عقائديًا وروحيًا أيضًا، حيث تمثل "عباد" درجة من الرقي والقبول الإلهي، في حين أن "عبيد" تشير إلى الخضوع الإجباري للطبيعة البشرية أمام سلطان الله.

وقال خالد الجندي: "شتان بين من يُنسب إلى الرحمن تكريمًا، وبين من يُذَكّر بالعبودية العامة التي تتضمن البُعد والذل، نسأل الله أن نكون من عباده المقربين لا من عبيده المعرضين للعتاب والعقاب".

دعوة للتأمل في لغة القرآن 

وفي ختام حديثه، دعا خالد الجندي المسلمين إلى التأمل في لغة القرآن الكريم، وعدم التسرع في قراءة المصطلحات دون وعي بدلالاتها، مؤكدًا أن كل كلمة في كتاب الله موضوعة بميزان إلهي دقيق، يكشف عن معانٍ بالغة العمق والسمو.

 

وذكر خالد الجندي: "القرآن ليس كتابًا عاديًا، بل هو دستور لغوي وروحي، ومن يفهم مفرداته بإيمان وبصيرة سيكتشف فيه كنوزًا من المعاني التي تهدي القلب والعقل معًا".

تم نسخ الرابط