عاجل

خالد الجندي يوضح الفرق بين "عباد" و"عبيد" في القرآن: "دقة لغوية"I فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يتميز بدقة لغوية معجزة في استخدام المصطلحات، مشيرًا إلى الفارق الكبير بين كلمتي "عباد" و"عبيد"، واللتين قد تبدوان متشابهتين ظاهريًا، لكن لكل منهما دلالة معنوية وروحية مختلفة تمامًا.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المُذاع على قناة dmc، حيث تناول خالد الجندي بتأملٍ لغوي وعقائدي الاستخدام القرآني الدقيق لهاتين الكلمتين، مؤكدًا أن هذا التمايز يكشف عن عمق الإعجاز البلاغي في كتاب الله.

"عباد" لا تذكر في القرآن 

أشار خالد الجندي إلى أن كلمة "عباد" في القرآن لا تأتي إلا مضافة إلى الله تعالى، وتُذكر في سياقات المدح والتكريم، موضحًا أن الله عز وجل يخص بها المقربين إليه من المؤمنين الطائعين، الذين اصطفاهم وأكرمهم برحمته وهدايته.

واستشهد خالد الجندي بقوله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون":، موضحًا أن "العباد" هم الذين نالوا شرف الانتساب إلى الله جل وعلا، في سياق التكريم والمحبة والقرب.

"عبيد" تحمل معنى الذل 

في المقابل، أكد خالد الجندي أن كلمة "عبيد" تُستخدم في القرآن عند الحديث عن العبودية العامة للبشر، حيث تأتي غالبًا في سياق التنكيل أو التهديد أو التذكير بعجز الإنسان وخضوعه التام لأمر الله، كما في قوله تعالى: "وما ربك بظلام للعبيد".

وأشار خالد الجندي إلى أن "العبيد" لا تحمل في الغالب سياق القرب أو الاصطفاء، بل تعكس الجانب الإنساني الضعيف الخاضع للحساب والمساءلة، مما يجعلها على النقيض تمامًا من كلمة "عباد" التي تصف حال الطاعة والقرب.

الفرق الجوهري

أكد خالد الجندي أن الفرق بين الكلمتين ليس فقط لغويًا، بل عقائديًا وروحيًا أيضًا، حيث تمثل "عباد" درجة من الرقي والقبول الإلهي، في حين أن "عبيد" تشير إلى الخضوع الإجباري للطبيعة البشرية أمام سلطان الله.

وقال خالد الجندي: "شتان بين من يُنسب إلى الرحمن تكريمًا، وبين من يُذَكّر بالعبودية العامة التي تتضمن البُعد والذل، نسأل الله أن نكون من عباده المقربين لا من عبيده المعرضين للعتاب والعقاب".

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

دعوة للتأمل في لغة القرآن 

وفي ختام حديثه، دعا خالد الجندي المسلمين إلى التأمل في لغة القرآن الكريم، وعدم التسرع في قراءة المصطلحات دون وعي بدلالاتها، مؤكدًا أن كل كلمة في كتاب الله موضوعة بميزان إلهي دقيق، يكشف عن معانٍ بالغة العمق والسمو.

وذكر خالد الجندي: "القرآن ليس كتابًا عاديًا، بل هو دستور لغوي وروحي، ومن يفهم مفرداته بإيمان وبصيرة سيكتشف فيه كنوزًا من المعاني التي تهدي القلب والعقل معًا".

تم نسخ الرابط